2024-08-26
حظيت صورة جمعت رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ومحافظي كربلاء وواسط والبصرة في كربلاء بانتشار واسع النطاق في السوشيال ميديا، وبدأت التكهنات تخرج عن احتمالية تشكيل تحالف يجمع هؤلاء الأربعة الذين سطع نجمهم في الفترة الأخيرة.
ووجد مراقبون للشأن السياسي، أن الصورة تحمل مضامين كثيرة وهي تفصح عن رغبة بتحالف سياسي في الفترة المقبلة، وفيما أكدوا أن الإطار التنسيقي لن يقف صامتا أمام هذا التحالف، أشار مقرب من رئيس الوزراء إلى أن الرؤية للتحالفات المقبلة حتى الآن “غير واضحة”.
ويقول المحلل السياسي مجاشع التميمي، خلال حديث ، إن “أغلب القوى السياسية بدأت تخطط للمرحلة المقبلة لخوض الانتخابات البرلمانية في نهاية العام المقبل، ومن بين هذه القوى هو تيار الفراتين الذي يتزعمه السوداني، وهناك الكثير من الأحاديث عن رغبة رئيس الوزراء بالتحالف مع قوى يمكن أن تحقق منجزاً في الانتخابات”.
ويعتقد التميمي، أن “صورة السوداني مع المحافظين الثلاثة، حتى مع فرضية عفويتها إلا أن أغلب القوى السياسية ترغب بالتحالف مع العيداني والخطابي، والمياحي”، لافتا إلى أن “صورة رئيس الوزراء معهم بمناسبة إحياء أربعينية الإمام الحسين في كربلاء تشير إلى رغبة لتحالف سياسي يجمعهم مع السوداني في المرحلة المقبلة، لكن هذا يحتاج إلى وقت خاصة أن الأخير جاء من رحم الإطار التنسيقي الذي ربما يمارس ضغطا سياسيا لمنع هكذا تحالف”.
ويرى التميمي، أن “الوقت مازال مبكرا للحديث عن هذا التحالف، لكن صورة السوداني مع المحافظين الثلاثة الفائزين فيها مضامين كثيرة ورسائل للحلفاء السابقين أو للمنافسين المفترضين عن اتفاق مبدئي”.
ويستدرك أن “قضية التحالف حتى الآن معقدة ومركبة وفيها مؤثرات داخلية وخارجية كثيرة والسوداني يعلم أن القوى التقليدية الشيعية فقدت بريقها وجمهورها لكنها ما تزال تمتلك المبادرة لتأزيم الموقف كونها تملك السلاح والمال وربما تنهي كل ما حققه السوداني من منجز فهي التي أبعدت صاحب الأغلبية النيابية في انتخابات 2021 وهو التيار الصدري صاحب النفوذ الكبير فما بالك بالسوداني الذي بدأ للتو مشواره السياسي”.
وعلى هامش الزيارة الأربعينية التي انتهت أمس الأحد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تجمع السوداني وهو مع محافظي كل من؛ البصرة أسعد العيداني، وكربلاء نصيف جاسم الخطابي، وواسط محمد جميل المياحي، وقد عززت هذه الصورة الاعتقاد بأن ظهور رئيس الوزراء مع المحافظين الثلاثة هو تمهيد لتحالف سياسي جديد.
إلى ذلك، يرجح المحلل السياسي غالب الدعمي، خلال حديث ، أن “هؤلاء المحافظين إلى جانب السوداني وربما ستضاف لهم إدارات ناجحة من محافظات أخرى وائتلافات سنية وكردية، سيضطلعون بدور كبير في الفترة القادمة، وربما هم من سيشكل الحكومة المقبلة”.
ويستبعد الدعمي أن “تخرج الحكومة المقبلة عن السوداني، إذ سيكون له تأثير أكبر في الفترة القادمة، فهو حظي برضا السنة والكرد وبدأ يزحف الآن على المناطق الشيعية، لذا فإن الإطار التنسيقي سيعاد تشكيله لكن بمكونات أخرى جديدة”.
ويلفت إلى أن “المحافظين الثلاثة لهم تجارب ناجحة والآن انضم إليهم السوداني بتجربته الجديدة الذي بدأت مؤشرات نجاحه في الخدمات تظهر في بغداد تحديدا، فإذا ما استطاع خلال ما تبقى من حكومته تحسين وضع الكهرباء، فالسوداني سيكون اسما مرشحا بقوة لإدارة البلاد مرة أخرى”.
ومنذ فوز قوائم المحافظين الثلاثة بأغلبية مقاعد مجالس المحافظات الثلاثة (البصرة، وكربلاء، وواسط) وهيمنتهم على الحكومات المحلية ومجالسها، باتوا يمثلون قوى سياسية شيعية جديدة وصاعدة، وتمثل خطراً حقيقياً على نفوذ بقية الكتل الشيعية التقليدية.
وكانت غالبية قوى الإطار التنسيقي قد سعت إلى منع وصول المحافظين الثلاثة إلى منصب المحافظ، خوفاً من أن يحققوا الأرقام الكبيرة ذاتها من نسب الفوز في الانتخابات العامة المقبلة.
وعن هذه الصورة ومناسبتها، يشير السياسي عائد الهلالي، من جهته، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “الزيارة الأربعينية والصدفة قادت الجميع للتواجد في كربلاء بهذه المناسبة، أو قد تكون دعوة من محافظ كربلاء ليجمع هذه الشخصيات”.
ويضيف الهلالي، أن “التحالفات بحسب قربي من رئيس الوزراء، حتى الآن، لا توجد رؤية محددة تجمع تيار الفراتين الذي يتزعمه السوداني مع باقي الكتل أو الشخصيات”، لافتا إلى أن “عملية التحالف لها ظروفها ومناخاتها”.
وبشأن الإطار التنسيقي، يؤكد أن “السوداني مازال حتى الآن ضمن الإطار ولم يصرح أو يعلن أنه خارج هذه الكتلة، وهو لا يعول كثيرا على ما خرج من بعض قوى الإطار التي طالبت بانتخابات مبكرة لأنه يعدها مطالبات سياسية لا تتعلق بتصحيح الوضع العام”.
وكان زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي أحد أبرز أقطاب الإطار التنسيقي قد طالب بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما عدّه كثيرون خشية من ازدياد شعبية السوداني الذي يسعى للحصول على ولاية ثانية متكئا على مجموعة من الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الأخيرة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط