“رجال الليل” في كركوك.. هاربون بزجاجة خمر من نسائهم والشرطة تطاردهم


2024-09-06
مع حلول المغيب وعندما ما يضع الليل ستره على المدينة، تخرج مجاميع من الشباب وكبار السن في شوارع كركوك، متجهين ببضاعتهم النفيسة والغالية على أنفسهم، إلا وهي “زجاجة خمر” يروحون بها إلى المساحات الخضراء التي انشأتها حكومة المحافظة، ويفترشون الأرض والمقاعد الموزعة في الحدائق، ومعهم ما لذ وطاب من المكسرات ويدخنون أراكيلهم، لكن كل هذا عند أهالي المدينة، وتحدييداً رجالها، يأتي تحت شعار “الهروب من المنزل وزوجاتهم”

نشرب كي ننسى

وعلى حافة طريق وسط كركوك وتحديدا في حي الماس (فلكة العركجية) يقف محمد حسن (47 عاما) وهو موظف حكومي لشراء كمية من المشروبات الكحولية.

ويقول حسن، إن “شراء المشروبات الكحولية ليس بصورة مستمرة ولكني اشرب عندما اتشاجر مع زوجتي التي حولت حياتي لجحيم بسبب مشاكلها يوميا معي، واشرب في الاسبوع مرتين او ثلات مرات ونختار مكان محدد وكان في الغالب مدخل طريق كركوك اربيل، فهناك تجلس في أجواء جميلة بجانب صديق وخلفك نار كركوك الازلية ونبقى نتسامر الى ما بعد منتصف الليل”ز

ويتابع حسن: “لسنا وحدنا انا وصديقي، بل هناك عشرات السيارات التي تقف في طوابير تحسبهم طابور على محطة حكومية للبنزين او لاستلام النفط الابيض مع اقتراب فصل الصيف”.

العركجية

ويضيف أن “الشرب في الشارع له نكهة خاصة كوننا نجلس مع اصدقاء ونشرب الشيء الذي ينسينا هموم ومشاكل النساء، وفي ذات الوقت نرفض المساس بالحريات العامة او الإساءة إلى أي شخص ولا علاقة لنا بأي أحد، والشرب ليس بشكل يومي نختار الخميس أو ايام محددة ولكن هناك من (العركجيه)، يوميا ينصب الميز الصغير والمشروب ويسكر ويبدأ بإثارة المشاكل مع بقية شرّابي الخمر وهذا الامور تعكر صفو واجواء الشرب”.

وشكا حسن أنه “منذ أيام عدة منعت قوات الشرطة انتشار السيارات على جوانب ومداخل المدينة، ومنعت الإجهار بشرب المشروبات الكحولية بصورة علنية لأنها تمس الآداب العامة، ونحن مع إجراءات الشرطة لأن هناك من يقوم بالشرب في مناطق وشوارع فيها عوائل ومواطنين، ونحن مع منعهم من الشرب بل وسجنهم، ولكن هناك من يشرب بصورة محترمة ولا يكون له أي مضرة على اي احد”.

البيع وفق الضوابط

ويقول أحد باعة المشروبات الكحولية في كركوك ويدعى سرتيب كوركيس،، إن “بيع المشروبات وفق ضوابط وإجازة خاصة ونحن نبيع المشروبات منذ عشرات السنين، نحن نبيع المشروبات وفق الضوابط القانونية ونحترم الاحتفالات الدينية لعموم الطوائف ولا دخل لنا في أي أمور سياسية أو غيرها فهي تجارة ونحن نعمل منذ عشرات السنوات بهذه المهنة بين استيراد وانتاج محلي”.

ويؤكد كوركيس أن “المشروبات الكحولية نبيعها لمن يشتريها ولا علاقة لنا بمكان شربها ان كان في الشارع أو المنزل أو النادي، فالمشتري حيث يشتري زجاجة يخرج من المحل وينتهي الأمر معه، والاسعار تبدأ من خمسة دولارات وصولا الى 20 الف دولار للزجاجة المستوردة، والعمل اليوم تغير وكثرت محال بيع المشروبات والمهنة لم تعد مثل قبل وحتى الشرب صار فوضى وبعيد عن الذوق العام”.

ملاحقة المخالفين

ويقول المتحدث باسم قيادة شرطة كركوك المقدم عامر نوري شواني، ، إن “قيادة شرطة كركوك وعبر مفارز شرطة النجدة وشرطة الطوارئ لديها تعليمات على منع ظاهرة احتساء المشروبات الكحولية على الطرقات وفي مداخل المدينة وكانت هناك ظاهرة تنتشر على الطرقات بعد حلول المساء لشرب الخمر وهي ظاهرة غير مجتمعية ومخلة بالآداب العامة”.

وتابع أن “نشر الدوريات من النجدة والطوارئ انهى بشكل كامل هذه الظاهرة ومن يخالف التعليمات فانه يتعرض للحبس لمدة يوم أو يومين لمخالفته التعليمات القانونية التي تخدش بالحياء وتخل بالآداب العامة وهي ظاهرة مرفوضة في مجتمعنا الاسلامي”.

وقال الناشط المدني جمال قدوري ، إن “أثار دخول قانون منع استيراد المشروبات الكحولية حيز التنفيذ في العراق في الثالث من آذار/ مارس 2023، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من أن يحد القرار من الحريات والمجتمع منقسم في هذا المنع فمنهم من يراه صحيحا ومنهم من يراه حد من الحريات الشخصية”.

وتابع أن “العراق بلد إسلامي ولكن من الصعب فرض قرار منع المشروبات، فان التهريب والسوق مفتوحة لدخول المشروبات الكحولية ومنهم من يعتبر منه حد للحريات الشخصية في العراق”.

وكانت السلطات الجمركية العراقية قد أعلنت السبت في 3 أيلول/ سبتمبر من العام 2023 منع استيراد المشروبات الكحولية تنفيذا لقانون مثير للجدل.

وقالت هيئة الجمارك في بيان، إنها وجهت “المناطق والمراكز الجمركية كافة بمنع دخول المشروبات الكحولية بكافة أنواعها، إن توجيهها جاء استنادا إلى قانون واردات البلدية”، في إشارة إلى المادة 14 من القانون الذي نشر في الجريدة الرسمية في 20 شباط/فبراير، وتنص على “حظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بكافة أنواعها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, , ,
Read our Privacy Policy by clicking here