September 6, 2024
بغداد
يتجه العراق إلى تطوير قطاع الطاقة الشمسية بعد أن وجد فيه، نافذة أمل لمواجهة أزمة ندرة الكهرباء التي تنعكس في انقطاعاتها المتكررة لساعات طويلة قد تزيد على 10 ساعات يوميًا في بعض المناطق.
فبعد مساعي إلغاء الرسوم المفروضة على منظومات الطاقة الشمسية، أقر اجتماع “خاص”، يوم الخميس، ترأسه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خطة لإدخال منظومة الطاقة الشمسية إلى المنازل.
يشار إلى أن البنك المركزي العراقي أعلن في عام 2022 عن تخصيص تريليون دينار (حوالى 750 مليون دولار) لتأمين قروض مدعومة للقطاع الخاص، تشمل المنازل والشركات الخاصة لتشجيع السكان على تركيب منظومات للطاقة الشمسية، إلا أنه كشف في 2 تشرين الثاني نوفمبر 2023، عن عزوف المواطنين عن مبادرته في تقديم قروض لاستخدام الطاقة النظيفة ومنها اقتناء ألواح الطاقة الشمسية، بسبب اسعارها.
وذكر بيان لمكتب السوداني تلقت “العالم الجديد نسخة منه، أن “رئيس الوزراء ترأس اجتماعاً خاصاً لتحسين واقع الكهرباء، نوقشت فيه الخطط والبرامج والمعالجات التي أعدتها وزارة الكهرباء والجهات المختصة بهذا القطاع.
وجرى خلال الاجتماع بحسب البيان “إقرار خطة لإدخال منظومة الطاقة الشمسية إلى المنازل، من خلال التعاقد مع شركات رصينة لتخفيف الأحمال عن منظومة الشبكة الكهربائية، كذلك فقد جرت مناقشة خطة وزارة الكهرباء في التوليد والنقل والتوزيع على المستوى البعيد، بجانب خطتها للصيف القادم والتي تم إقرار التخصيصات اللازمة لها، والبدء بتنفيذها من الآن”.
وتم أثناء الاجتماع “إقرار الموديل الاقتصادي الخاص بشراء الطاقة الكهربائية، الذي جاء بعد اجتماعات متعددة ومتابعة رئيس مجلس الوزراء وتوجيهه بمشاركة شركة (KBR) التي تمثل الجهة الاستشارية للحكومة، من أجل دراسته وتقديم التوصيات بشأنه”.
ووقع رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، حيدر محمد مكية، في 1 تموز يوليو الماضي، الإجازة الاستثمارية الخاصة بمشروع محطة كهرباء الطاقة الشمسية مع شركة “توتال انيرجي” الفرنسية بسعة 1000 ميغاواط في محافظة البصرة، وقال مكية إن المشروع أول فرصة استثمارية لمنح محطة كهرباء بالطاقة الشمسية ضمن خطة الحكومة للتنوع في مصادر الطاقة المتجددة.
ويعتمد توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية على زاوية سقوط أشعة الشمس لضمان الحصول على أعلى نقطة للطاقة بالتالي يجب الانتباه لهذه النقطة من قبل منصبي وفنيي العمل بها، ومعدل إنتاج الطاقة الشمسية على اختلاف فصول السنة.
وأصبح توجه دول العالم نحو الطاقة النظيفة بعد الخوف من قلة وشح مصادر الطاقة الأخرى ونضوبها، لذلك هي خطوة أثبتت نجاحها في الكثير من الدول مع المحافظة على البيئة ونظافتها وبالتالي عدم وجود مشاكل إنتاج الطاقة الكهربائية وتزويدها لمواطنيهم. فضلا عن ذلك فإن استخدام الطاقة الشمسية ليس على الصعيد المنزلي فقط وأنما تحويل ما فاض عن ذلك إلى الشبكة الكهربائية الوطنية فيكون تزويد الشبكة عن طريق ألواح شمسية موضوعة على سطوح المنازل في ساعات النهار ليتم بعد ذلك تزويد المنازل بالطاقة الكهربائية خلال ساعات الليل عن طريق الشبكة الكهربائية الوطنية مما يقلل العبء عن كاهل المواطن بأجور استهلاك الكهرباء.
وكان الخبير في الطاقة كوفند شيرواني، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “توجه العراق لمشاريع الطاقة الشمسية هو أمر في غاية الأهمية لأن الطاقة النظيفة كلفتها قليلة ويمكن الاستفادة من أشعة الشمس المتوافرة بشكل كبير في العراق بحدود 300 يوم من مجموع أيام السنة”.
وأضاف أن “كلفة إنتاج ميغاواط من الطاقة الشمسية تقل عن كلفة الوقود الأحفوري بمقدار الربع أو الثلث، وهذه المشاريع قد تكون مكلفة في البداية، لأن أغلب المواد والألواح والبطاريات وأنظمة الربط مستوردة، لكن من حسن الحظ أيضا، تخطط وزارة الصناعة اليوم لإنجاز ألواح للطاقة الشمسية في العراق عن طريق دمج شركتي الزوراء والمنصور التي كانت متخصصة بصناعة المعدات الشمسية كالألواح والخلايا”.
ويعاني العراق منذ تسعينيات القرن الماضي من تردي إنتاج الطاقة الكهربائية، وتفاقمت الأزمة بعد العام 2003 جراء قيام القوات الأمريكية بقصف محطات الإنتاج خلال حرب الإطاحة بالنظام السابق، ما أدى إلى انهيار الإنتاج، وعلى الرغم من صرف عشرات المليارات من الدولارات طوال العشرين سنة الماضية إلا أن المشكلة لم يتم حلها بشكل جذري.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط