هل هي دعوة إلى أدب الواقعية الإنسانية أم الحنين إلى أدب الواقعية الاشتراكية ؟
بقلم مهدي قاسم
بدأنا في الآونة الأخيرة ، نقرأ منشورات عديدة تحمل دعوات و إشارات غير مباشرة ، إلى كتابة أعمال إبداعية ، ذات حمولات و مضامين وطنية و إنسانية عامة ، بتعبير أدق الى إبداع و ابتكار أعمال أدبية و فنية تهتم بالهم الإنساني العام ، وفي نفس الوقت تقوّي الحسّ أو الوعي الوطني بين صفوف المجتمع ، و ترتقي بالثقافة العامة والذوق الجمالي الأصيل نحو معالم التحضر والتمدن الحقة و المتجسدة بالتعاطف البشري النبيل ..
خاصة في هذه المرحلة الراهنة ، حيث باتت القيم الإنسانية والمشاعر والانتماءات الوطنية والاجتماعية على نحو ما متلبسة وشائكة ، تعاني من تداعيات شحوب وبهوت ، و باضمحلال بطيء ..
مع اعتقادي بإن هذه الدعوات تكاد أن تقترب ، بالأحرى تُحاذي الدعوة إلى إحياء أدب الواقعية الاشتراكية ، ذلك الأدب الذي هيمن على عصر كامل وبحضور قوي ، و الذي لو جردناه من كوابح “البروبوغندا “الأيديولوجية أو السياسية المباشرة الفجة ، لكان يصلح أن يكون صنوا رائعا لأدب الواقعية ذات النزعة الإنسانية العامة ..
و أكاد اهجس إن هذه الدعوات تأتي ، ربما كرد فعل ، على انتشار أدب الفذلكة والتلاعبات اللغوية التجريدية ، التي أخذت تهيمن على الساحة الأدبية إلى حد كبير ، تحت ذريعة التجريب والتجديد بهدف بلوغ ــ إبداعيا ؟ــ ما بعد الحداثة !..في مقابل وقوف الحركات الأدبية في الغرب و غيرها ــ والتي أن اهتمت بمحاولات التجريب والتجديد على طول الخط ، فأنها بقيت تلازم الهم الإنساني العام حتى الآن .
عموما أنا تستهويني مثل هذه الدعوات وأجدها بمثابة نداء ضمير و شهامة وحرص للحفاظ على ما تبقى من قيمنا الأصيلة وإنجازاتنا الثقافية والفكرية بل على ما تبقى من بقايا وطننا الذي تلتهم قوامه وخيراته بل وجوده ، أسراب جراد بشرية نهمة تزعم القداسة والطهارة و الورع والزهد ، بتواز مع نزعة اللصوصية السافرة و الجشع الضبعي ، وعمليات التخريب المتعمدة .
Read our Privacy Policy by clicking here