النقد من أجل النقد للفوز بأكياس اللايكات !
بقلم مهدي قاسم
دون استطرادات فلسفية طويلة و عريضة أو تعقيدات تعبيرية مبهمة سنقول باقتصار و اختزال كثيفين :
كان للنقد الموضوعي والبنّاء ــ طبعا ولا زال ــ ذلك الدور المهم والكبير تحديثا و تجديدا في كل مجالات الأدب و حقول الفنون الإبداعية الحقة ، الذي لولاه لما تطورت و تقدمت الفلسفة إلى هذا البعد الحالي والمسمى ما بعد الحداثة ، بتواز مع تطور الوسائل التعبيرية الرواية و كذلك المسرح والقصة القصيرة و الشعر و الخ ، بل تطور النقد ذاته أيضا بأشكال و مضامين و حمولات ومصطلحات جديدة ..
و هذا يعني بكل وضوح أهمية النقد البنّاء ــ الذي لا غناء عنه ،ــ و الذي يسعى الى كشوفات تعبيرية إضافية ، عبر مجهود تجديدي وصقل دائمين في عمليات الخلق الإبداعي لتكون بديعة و جميلة و مبهرة ــ كما المجوهرات بين أيدي الصاغة المصقولة جيدا ، بعدما كانت متربة و مخبوءة بين تضاريس الأرض ..
كما إن النقد الموضوعي البنّاء ضروري جدا في مجالات الأدب و الفن ، و لابد منها في كل الأحوال ، بغية الفرز و الإضاءة و الإبراز بين أعمال إبداعية مميزة وبين ما هي كتابات سطحية ، ركيكة ، مفتعلة، طارئة ، تفتقر إلى ابسط ملامح إبداعية ذات قيمة فنية ملفتة .
ففي اعتقادنا : هذه هي مهمة النقد الموضوعي البنّاء الأساسية في نهاية المطاف ..
أما نزعة كتابة النقد القهرية نقدا من أجل النقد فقط ، بهدف الإثارة أو البقاء في وسط الأضواء العاكسة ، فهو قد لا يضيف شيئا جديدا ، أكثر من إثارة انتباه لبضع دقائق أو ساعات فحسب بهدف حصد أكياس من لايك الإعجاب .. .