2024-09-15
أبرز موقع “المونيتور” الأمريكي، استعادة حياة الليل والترفيه في مدينة الموصل التي ظلت تحت الحكم القاسي لتنظيم داعش حتى العام 2017، حيث صار أهلها يعيدون اكتشاف متع الحياة عند المساء، من خلال مقاهيها ومطاعمها.
ولفت تقرير للموقع الأمريكي، المترجم إلى وجود مجموعة من النساء العراقيات يستمتعن بوقتهن في الموصل، مضيفاً: “إنهن لو كن حاولن القيام بذلك قبل بضع سنوات، لكان من المحتمل أن يتعرضن لخطر العقاب الشديد، لكن الآن وبعد مرور 7 سنوات على طرد داعش، فإن شوارع الموصل تعود إليها الحياة عند حلول الظلام، حيث يعيد الناس اكتشاف كيفية قضاء أوقات ممتعة”.
وأشار التقرير، إلى أن أميرة طه وأصدقاءها كن في أحد المطاعم مع أطفالهن للاستمتاع بالطعام والموسيقى الحية، وهي ليلة لم يكن بالامكان تصور حدوثها في ظل حكم داعش.
ونقل التقرير عن أميرة طه، قولها إن “تغييرا هائلا جرى في الموصل، واصبح لدينا الان الحرية، ومثل هذه السهرات صارت امرا شائعا في ظل الوضع الامني المستقر”.
وبحسب التقرير، يوجد في المدينة مطاعم جديدة وتنظم رحلات بحرية ممتعة على نهر دجلة، الى جانب متنزهات للترفيه تستقطب العائلات الساعية إلى الاستفادة من الاستقرار الجديد، وبحسب أميرة (35 عاما) فإن “الناس تريد الانفتاح على العالم والاستمتاع”.
ونوه إلى تناوب ثلاثة مغنيين عراقيين على المسرح للترفيه عن رواد المطعم بالأغاني العراقية والعربية، بينما تضم الفرقة الموسيقية عازف أرغن كهربائي، وعازف كمان، وموسيقي يعزف على طبل الدربوكة.
وعندما احتل الارهابيون الموصل في العام 2014، فانهم فرضوا حكم الارهاب بشكل شامل حيث حظروا الموسيقى والسجائر، في حين جرى نهب الكنائس والمتاحف، ونفذت بشكل علني عمليات رجم وقطع رؤوس.
وأشار التقرير الأمريكي، إلى أنه بعد تحرير الموصل العام 2017 بعد معركة مدمرة وطويلة، تطلب الامر عدة سنوات حتى يخرج مواطنوها ال1.5 مليون نسمة، من سنوات الصدمة.
وقالت أميرة، وفق التقرير: “كان الناس في الماضي يعودون الى منازلهم ويوصدون أبوابهم ثم يذهبون إلى الفراش” بسبب المخاوف الأمنية”، لكن المشهد حول أميرة في المطعم مختلف حيث تجلس العائلات على معظم الطاولات، بينما يدخن الرجال والنساء النرجيلة في حينيصفق اطفالهم ويرقصون.
وقال التقرير ان هناك مدنا اخرى في العراق بوضع مشابه، حيث تعود الى الحياة الطبيعية بعد عقود من الحروب والعنف الطائفي والخطف والصراع السياسي والتطرف.
وتناول التقرير، تجربة أحمد التي مثلت مجازفة عندما افتتح مطعما يحمل اسمه “الشيف احمد السويدي” في يونيو/حزيران، بعدما امضى “نصف حياته” في السويد، وهو مطعم يستقبل يوميا ما بين 300 الى 400 شخص.
ونقل التقرير عن أحمد وهو في الاربعينيات من عمره، قوله “لطالما حلمت بالعودة وبدء مشروعي الخاص”، مضيفا ان “الناس تريدالخروج، ورؤية شيء مختلف”، مشيرا الى ان رواد المطعم بامكانهم الاختيار بين الماكولات الاسكندنافية والاوروبية، الى جانب الماكولات التقليدية المفضلة مثل المعكرونة والبيتزا واللحوم المشوية.
أما بالنسبة إلى خليل إبراهيم، فإنه يدير مدينة ترفيهية على ضفاف النهر، وينقل التقرير عنه قوله إن الموصل شهدت “تغيرات جذرية خلال السنوات القليلة الماضية، وانتقلنا من الدمار الى إعادة الإعمار”.
وبحسب ابراهيم، فإن “الناس كانوا يعودون الى منازلهم مبكرا، الا انه الان لا يزالون يأتون حتى عند منتصف الليل.”
وأشار تقرير المونيتور، إلى أن “المدينة الترفيهية كانت قد افتتحت في العام 2011، الا أنها دمرت بالكامل خلال الحرب، ونقل التقرير عن إبراهيم قوله: “لقد بدأنا مرة أخرى من الصفر، بمساعدة التمويل الخاص”.
ووفق التقرير، فبينما كانت الموصل تحاول الخروج من كابوسها الارهابي، أصابتها مأساة اخرى عندما قتل نحو 100 شخص في العام 2019، غالبيتهم من النساء والأطفال، بعدما غرقت عبارة كانت تقل العائلات عبر النهر الى متنزه ترفيهي.
ومع ذلك، فإن قوارب الترفيه تبحر في نهر دجلة خلال الليل، ويستمتع ركابها بأضواء المطاعم على ضفة النهر وانعكاسها في المياه الظلماء.
وتابع التقرير ان الزبائن في المقاهي الصغيرة يلعبون الدومينو او الورق كما يدخنون، ويقول العامل جمال عبدالستار: “نحن مرتاحون هنا.. يمكننا التنفس.. لدينا النهر، وهذا يكفينا”.
وبحسب عبدالستار، فإن “بعض المتاجر تبقى مفتوحة حتى الثالثة صباحا، وبعضها الاخر لا يغلق ابوابه ابدا”، مضيفاً انه “عندما تذوقالناس طعم الامان لاول مرة، بدأوا في الخروج مجددا”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط