حينما يستعيد ملك المساء مملكته المستلبة !
بقلم مهدي قاسم
كأحد ملوك المساء ، المحيط بجمهرة وحدته الأنيسة ، المكتفي بثراء نفسه ، أستعيد مفتاح بودابست مجددا ، من زحمة السواح الضاجين مرحا و جذلا في كل ركن و زاوية !، أحيانا يتحتم على السائر مراقبة خطواته بحذر و عناية ، لكي لا يدوس على أقدام أخرى متواثبة بمزاحمة غير مقصودة ..
ومع بداية شهر سبتمبر تأخذ جماهير السواح بالمغادرة كأنما باتفاق غيرمبرم ، يباغتنا موكب الخريف مبكرا ، كضيف طارئ ، أو مستطرق عابر ، يمر بفيالق غيومه المدلهمة كجيوش تتار ، مغطيا وجه الشمس بحجاب من عتمة داكنة حينا و فضية وامضة حينا آخر ، طبعا ،مع أمطاره الناعسة بنثيث واهن ، رغم ضربات سياط الريح بدمدمة غاضبة ..
ولكن مع ذلك يا أهلا و مرحبا بالخريف !..
لقد أرهقنا الصيف بقيظه المتواصل والدائم ، مع تعرق مسامات الجسد دوما برطوبة لزجة ، رغم الإستحمام لثلاث مرات ــ أحيانا ــ في كل اليوم ..
أجل .. أهلا بالخريف فصل التأملات والاستغراقات العميقة إبحارا في محيطات الذات ..
وهو يهبنا إشراقات جماله الحزين والرصين الآسر و المثير لمسرات غامضة ولكن محببة و مبهجة للنفس في آن !..
Read our Privacy Policy by clicking here