2024-09-15
تقرير..
تشهد الساحة العراقية توترات متزايدة بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية حول مسألة بقاء قواتها في العراق.
وبينما تعلن بغداد أن تهديد عصابات داعش قد تقلص بشكل كبير ما يعني عدم الحاجة إلى الوجود العسكري الأمريكي ترى واشنطن العكس تماما حيث يعتبر الاخير أن خطر داعش لم ينته بعد وتبرر بقاء قواتها على الأرض العراقية بضرورة منع أي عودة للتنظيم.
وصرحت الحكومة مؤخرا بأن هناك اتفاقا بين بغداد وواشنطن على إطار زمني محدد لانسحاب القوات الأمريكية. لكن من الجانب الأمريكي لم يتم تقديم توضيحات حيث اكتفى البنتاغون بالقول إن المحادثات ما زالت جارية مما أثار تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة الحقيقية.
وبهذا الصدد يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البنداوي إن “حديث الأمريكان عن خطر داعش يخالف واقع الحال الذي يثبت أن الأمن مستتب في مدن العراق والقوات الأمنية تقوم بدور كبير، نعم هناك بقايا لعصابات داعش الإرهابية لكنها لا ترتقي إلى مستوى المخاطر السابقة، بل هي حالات فردية مشخصة من قبل قواتنا الأمنية”.
ويضيف “هذا التصريح يندرج ضمن قضايا سياسية وما تم الاتفاق عليه بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي واضح جدا وهناك لجنة أمنية عليا مشتركة هي من تقيم خطر داعش، ولهذا الأمور سائرة باتجاه غلق هذا الملف وتواجد أي قوات أجنبية على أرض البلد والذهاب نحو العلاقات الدبلوماسية والتجارية وتبادل تكنولوجيا المعلومات وهذا قطع شوطا كبيرا”.
الى ذلك اكد تقرير لصحيفة واشنطن اكزامنر الامريكية ان الشائعات حول الانسحاب الأميركي الوشيك من العراق تجعل محللي السياسة الخارجية في واشنطن يشعرون بالتوتر، فقد كتب لوك كوفي من معهد هدسون أن ترك العراق في مرآة الرؤية الخلفية أمر غير مستحسن لأن الجيش العراقي لا يزال غير قادر على الوصول إلى قدراته الكاملة، فيما كتب ماكس بوت من صحيفة واشنطن بوست، متفقًا مع كوفي: “من الصعب السيطرة على داعش – وهي مهمة تزداد صعوبة إذا انتهى الأمر بالولايات المتحدة إلى سحب قواتها المتبقية من سوريا والعراق قبل الأوان”.
ويذكر التقرير الذي ترجم ان “هذه التكهنات المحرضة دائما ما تظهر عندما تتناقل الاخبار انباء انسحاب الولايات المتحدة من العراق وهم يظهرون في نفس الصفحات على ذات وسائل الاعلام وكأن الامر متفق عليه فيما بينهم، كما انهم يعيدون اجترار نفس الحجج بشأن الكيفية التي سيغرق بها العراق مرة أخرى في الفوضى وكان القوات الامريكية هي من تحمي العراق وليس قواته الأمنية”.
ويضيف التقرير “سيزعم منتقدو الانسحاب أن واشنطن لم تهزم تنظيم داعش بعد، وبالمعنى العسكري التقليدي للمصطلح قد يبدو هذا صحيحا، ولكن المغالطة هنا فان الولايات المتحدة او غيرها لن تتمكن مطلقا من قتل كل إرهابي في العالم وهذا هو السبب في أن لغة واشنطن المستمرة حول “الهزيمة الدائمة لداعش” غريبة للغاية: فهي تعني أن آلة مكافحة الإرهاب الأميركية يمكنها القضاء على الجماعة الإرهابية وإبقائها منقرضة إلى الأبد، وفي هذه الحالة عندها فقط يمكن لواشنطن أن تبدأ في سحب قواتها، وحتى عند هذه النقطة، سيظل هناك من يزعمون أن القوات لا يمكنها المغادرة لأن النجاح يجب أن يستمر إلى أجل غير مسمى وهو امر غير منطقي تماما”.
ويشير التقرير الى ان “هناك شيئا مهما طالما يغفله منتقدو الانسحاب وهو ان لا أحد في الشرق الأوسط لديه مصلحة في رؤية إحياء الخلافة الإقليمية لداعش وقد شاركت كل القوى الموجودة في العراق وسوريا وتركيا وإيران وروسيا في هزيمته، لذا فان إزالة الولايات المتحدة من هذه المعادلة فإن كل تلك الجهات الفاعلة المحلية لا تزال لديها نفس المصلحة الذاتية المشتركة في إبقاء داعش”. انتهى 25د
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط