هذه الحكمة : ” كل ما قل و دل ” أصبحت اليوم أكثر واقعية وفعالية
بقلم مهدي قاسم
أحيانا أقرأ ما يثير انتباهي عنوان رنان ثم استغرب لأنني أجد موضوعه طويلا ، بالطبع مع تكرار محتواه ما قيل سابقا بآلاف مرات ، بالطبع اترك مواصلة القراءة متفكرا مع نفسي :
هل حقا لا يعرف هذا ” الكاتب أو ذاك ؟ في أي عصر يعيش ؟ لكي يعتقد بأن هناك كثيرا من الناس عندهم الوقت الكافي لقراءة هذه المقالة الطويلة والمملة ، في الوقت الذي يتلقى مشاهد سوشيال ميديا و المتصفح المتلقي لصفحات التواصل الاجتماعي ، مئات معلومات ومعارف في غضون ساعة واحدة فقط ..
و لهذا السبب يسعى الكتّاب الجديون الذين يهمهم أن تصل كتاباتهم إلى أكبر قطّاع ممكن من القراء إلى الاختزال والتكثيف قدر الإمكان أولا ، مع طرح ما هو جديد ، أو غير مستهلك كثيرا ــ على الأقل ــ من موضوعات وأفكار وأمور ومسائل اجتماعية أخرى ، و ذلك بهدف مراعاة وقت القراء ثانيا ..
بطبيعة الحال ، توجد هناك حالات استثنائية في هذا السياق ، كمواضيع وطروحات ، ذات منحى مهني أو تخصصي و علمي التي تستوجب الإطالة و العمق والاستفاضة لغايات توضيحية أو تعليمية وتحليلية و غير ذلك ..
كما ينبغي الإضافة إلى وجود بعض آخر ممن يستغلون سهولة النشر أما بهدف الدعاية العقائدية و السياسية ، و لغرض تسطير حملات الإساءة و التسقيط ضد خصم معين من أحد الأطراف ، ومن أجل تحقيق ذلك فهم يسّطرون صفحات طويلة ومتكررة يوما بعد يوم ، مع علمهم أن القراء غير المعنيين بالأمر و لا يهدرون وقتهم لقراءة ترهات مضجرة من هذا القبيل ..
إنها نعمة حرية التعبير التي تُعد ذات أهمية ضرورية في عصرنا الراهن ، كما هي بكل علاتها و سلبياتها و إيجابياتها الكثيرة، فمن هنا ، فهي افضل بكثير من عدم وجودها !..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط