ذائقات جمالية مختلفة ومتنوعة : دون حصرية وبلا قطعية !
بقلم مهدي قاسم
نقرأ بين حين وآخر ، اختيارات شعرية متحمسة ، كأن تكون عبارة عن قصيدة مختارة ” جميلة ” وفق مقاييس الذائقة الجمالية لأحدهم ، و ربما بهدف الترويج لها ، على اعتبارها أجمل قصيدة على الإطلاق و بشكل قطعي و حصري أيضا !..
بالطبع ليس من غبار على ذلك ولا مأخذ أبدا ..
بل وهو أمر محق لأي كان أن ” يتحمس لهذا الشاعر أو ذاك ، فضلا عن كونه يُعد نوعا من نشاط ثقافي عام ..
ولكننا في نفس الوقت نعرف أن الذائقة الجمالية والفنية الذاتية قد تختلف من متلق إلى آخر ، وفق الذائقة الجمالية الخاصة بهذا القارئ أو ذاك ..
إذ فليس بالضرورة إن ما يعجبني من قصيدة معينة أو نص ، فيجب في كل الأحوال أن يعجب غيري أيضا ..
فرب قصيدة تعد أفضل و أجمل قصيدة وذات ملامح إبداعية ” متكاملة ” بالنسبة لقارئ ما ، ولكنها في نفس الوقت تُعد مجرد خاطرة عادية بالنسبة لقارئ آخر..
و ذلك …………..
لئن هناك من يميل نحو القصيدة الكلاسيكية المقفى ويعتبرها جوهر الشعر الأصيل وبشكل غير قابل للنقاش ، بحيث لا يطيق قصيدة النثر ، بغض النظر عن جودتها الإبداعية ، وبالعكس أيضا ! ، أي هناك من يعتبر القصيدة الكلاسيكية مجرد كلام منظوم ليس إلا ..
كما ثمة مَن لا يُعد قصيدة الهايكو شعرا على الإطلاق ، بينما بعض آخر يعدها أفضل قصيدة جميلة مكثفة ومختزلة لروح و إيقاعات العصر السريعة ..
إذن ………………….
فنحن إزاء ذائقات جمالية وفنية مختلفة و متنوعة في نفس الوقت ، بعيدا عن القطعية والحصرية ترويجا لهذا الشاعر أو ذاك ..