أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 6) (ما لكم لا تناصرون)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في تفسير الميسر: قال الله عز وجل تناصرون “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ تَنَاصَرُونَ: تَنَاصَرُ فعل، ونَ ضمير، ما لكم لا تناصرون: لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم، ويقال لهم توبيخًا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضًا؟ وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ أي: لا تناصرون وهذا على وجه التوبيخ والتبكيت أي ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا في دفع العذاب والتقدير ما لكم غير متناصرين ثم بين سبحانه أنهم لا يقدرون على التناصر.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ على أيّة حال، فعندما يساق المجرمون إلى صراط الجحيم، تكون أيديهم مقطوعة عن كلّ شيء وقاصرة عن تحصيل العون، ويقال لهم: أنتم الذين كان أحدكم يلجأ إلى الآخر في المشكلات ويطلب العون منه، لِمَ لا ينصر بعضكم بعضاً الآن “ما لكم لا تناصرون”. نعم، فكلّ الدعائم التي تصوّرتم انّها دعامات مطمئنة في الدنيا اُزيلت عنكم، ولا يمكن أن يساعد بعضكم البعض، كما أنّ آلهتكم ليسوا بقادرين على تقديم العون لكم، لأنّهم عاجزون ومنشغلون بأنفسهم. يقال أنّ (أبا جهل) نادى يوم معركة بدر (نحن جميع منتصر)، والقرآن المجيد أعاد تكرار قوله في الآية (44) من سورة القمر “أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ” (القمر 44) فيوم القيامة يسأل أبو جهل وأمثاله: لماذا لا يسعى بعضكم لمساعدة البعض الآخر؟ ولكن لا يمتلكون أي جواب لهذا السؤال، سوى سكوتهم الدالّ على ذلّتهم.

عن موقع المنار السيد علي السيستاني يدعو إلى “بذل كل جهد ممكن” لوقف العدوان على لبنان: عربت المرجعية الدينية العليا في العراق عن تضامنها مع “أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعة أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الابرار بالرحمة والرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل”. وطالب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، ودعا المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية. وقال السيد السيستاني “هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظة بالمواطنين حتى من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر لحد الآن عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم”.

جاء في موقع شفقنا العراق عن إشادات لبنانية بدور المرجعية العليا في تقديم المساعدة للشعب اللبناني: لاقى دور المرجعية الدينية العليا في حشد التضامن مع لبنان والدعوة لتقديم العون للشعب اللبناني إشادات من قبل المشرفين على المؤسسات الصحية اللبنانية، الذين أشاروا إلى أثر توجيهات سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في تدفق المساعدات الطبية والإنسانية للمواطنين اللبنانيين. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه العتبة الحسينية المقدسة، تسيير قافلة طبيـة كبـرى جـوا و بـرا لإغاثة الشعب اللبناني، امتثالا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا. مدير مستشفى سان جورج يشيد بدور المرجعية العليا: وأشاد مدير مستشفى سان جورج حسن عليق، بدور المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية المقدسة، في تقديم المساعدة للشعب اللبناني، فيما أشار إلى أن زيارة وفد هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تمثل دفعة معنوية وإنسانية تؤكد وقوف أبناء الشعب العراقي مع الشعب اللبناني المظلوم. وقال مدير مستشفى سان جورج في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور حيدر العابدي، إن “المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية المقدسة والشعب العراقي مشهودا لهم بمساندة إخوتهم الأشقاء “. مبينا أن” زيارة وفد هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تمثل دفعة معنوية وإنسانية تؤكد وقوف أبناء الشعب العراقي مع الشعب اللبناني المظلوم”. وأضاف، أن “الإخوة حضروا ليحاولوا المساعدة بالقدر الممكن، إن كان في نقل الجرحى أو تقديم مساعدات عينية، ونحن نشكرهم لهذا الموقف في وجه هذا العدو المتغطرس الذي أسس على الهمجية والقتل والدمار”.

عن جريدة الصباح العراق يستنهض العالم لنصرة لبنان بتأريخ 2024/09/26: يستعد مجلس النواب لعقد جلسة استثنائية يوم السبت المقبل، لمناقشة العدوان الأخير على لبنان، في إطار دعوات برلمانية لاتخاذ موقف حازم تجاه الجرائم التي ارتكبها الكيان بحق المدنيين،، وهو فيما يبدو موقف برلماني عراقي سيدعو لاستنهاض العرب والأحرار في العالم لنصرة الشعبين اللبناني والفلسطيني، في وقت استنفرت فيه وزارتا الهجرة والنقل كوادرهما لاستقبال وإيواء النازحين من لبنان الشقيق تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، ياسر اسكندر، في حديث لـ”الصباح”: إن “مجلس النواب العراقي داعم بكل السبل والأشكال للأشقاء في لبنان وفلسطين، وبدعم لوجستي ومعنوي بحسب توجيه المرجعية الدينية، وخلال الأيام المقبلة ستصل إلى لبنان جميع المساعدات والقوافل التي تبرعت بها كافة المحافظات”، عادّاً أن “المعركة الجارية الآن غير متوازنة، ويجب أن يقف العرب والمسلمون إلى جانب غزة ولبنان، وليس من المستبعد أن يتبنى مجلس النواب دعوة لانعقاد جلسة طارئة للجامعة العربية، لكن لا يوجد قرار نهائي حتى الآن”، داعياً الدول العربية إلى دعم دولة لبنان الشقيق”. آراء برلمانية: من جهته، قال عضو مجلس النواب طعمة اللهيبي، في حديث لـ”الصباح”: إن “العدوان على المدنيين العزل في لبنان مرفوض تماماً، وكانت عملية تفجير أجهزة الاتصالات بمثابة جريمة بشعة يجب أن يحاسب عليها وفقاً للقانون الدولي، فما حدث شيء يصعب تصديقه، ونحن نرفض تماماً أي اعتداءات من هذا القبيل”. وأضاف: “الموقف العربي حتى الآن لا يرتقي إلى مستوى الدفاع الحقيقي عن الشعب اللبناني، وهناك حاجة لتحرك عربي أقوى وأكثر تأثيراً في مواجهة هذه الجرائم”. وأشار اللهيبي، إلى أن “مجلس النواب سيعقد جلسته الاستثنائية يوم السبت المقبل، وسنوجه من خلالها رسالة إلى الحكومة العراقية للتنديد بالعدوان ومطالبتها بمساعدة الشعب اللبناني مادياً ومعنوياً، كما أن البرلمان سيعمل على توجيه الحكومة لاتخاذ موقف رسمي في هذا الشأن”. واختتم قائلاً: “لا يوجد أي صوت معارض داخل البرلمان في ما يخص مساعدة الشعب اللبناني، فالجميع متفق على ضرورة تقديم كل أشكال الدعم الممكنة له”. أما رئيس كتلة “السند الوطني” النيابية مرتضى الساعدي، فأوضح أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدأ العمل على مطالبة مجلس الجامعة العربية بالانعقاد خلال الأيام القادمة. وبين الساعدي، في حديث لـ”الصباح”، أن “جلسة مجلس الجامعة ستكون طارئة وعاجلة لبحث العدوان على لبنان للخروج بموقف عربي موحد لذلك”، وأكد أن “مواقف العراق الداعمة لكل ما يجري في الوطن العربي ليست بالجديدة عليه”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here