يا لهذا الهراء !

يا لهذا الهراء !
بقلم مهدي قاسم
قرأتُ كلاما متحذلقا في أحد المنشورات ــ أدناه تحت تعليقي مباشرة ــ فاستوقفني قليلا للتأمل و التفكير ليس لعمقه أو تعقيده الفكري ، إنما لاستغفاله الآخرين ، ليبدو كأنه يقول كلاما خطيرا و استثنائيا فريدا في مضمار الفلسفة ، فوجدتُ نفسي أكتب التعليق التالي :
ـــ هذا الكلام ضرب من الهراء و حذلقة للتشاطر والتذاكي : فالشعور بالقرف والغثيان أو الاشمئزاز لا يحتاج إلى فهم و إدراك فلسفي خاص ، إنما يشعر به المرء هكذا تلقائيا في صميم أعماقه في بعض الأحيان ..
علما أن جان بول سارتر نفسه لم يجعلنا نشعر بالغثيان من الملل و عبثية الوجود البشري ” من خلال تأملات و هذيانات انطوان روكنتان بطل ــ رواية الغثيان لسارتر ــ ” و تسكعاته الطويلة في الشوارع والمقاهي ، شاعرا ب” الغثيان ، في غمرة معايشة تفاصيل الحياة اليومية المغرقة في تيار الأشياء ــ حجرة في البركة أو صور في السقف ، دوائر صلبان و موجات الوجود البشري المندفعة بعشوائية و اضطراب هنا وهناك ” دون أن يسعى إلى إضفاء طايع فلسفي مقنع على نزعته الغثيانية هذه ..
كأنما الشعور بالقرف وحده لا يكفي !ـ،
فينبغي على المرء أن يتثقف ـــ فلسفيا ــ و على نحو خاص ، لكي يعرف كيف يشعر بالقرف ..
في نهاية المطاف : الحماقة هي الحماقة حتى لو خرجت من فم كاتب أو مفكر مزعوم !..
أنا شخصيا لا تنطلي عليَّ كلمات طنانة وذات نغمة رنانة ، و كأنها نفحة فلسفية جديدة ما بعد الفلسفة الحديثة !..
* – ( .. ‏أنا أحتقر هذه النوعية من الكتب التي تخبرك كيف تعيش كيف تجعل نفسك سعيدا ..
الفلاسفة ليست لديهم أخبارا جيدة لك لهذا العالم ، يجب أن تصدق أن المهمة الأولى للفلسفة هي جعلك تفهم عمق القرف الذي تعيشه
#سلافوي_جيجك

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here