أشياء من هذا القبيل : حلم منتصف الليل

أشياء من هذا القبيل : حلم منتصف الليل
بقلم مهدي قاسم
قال عدالتي في حيادي !
جلستُ مهموما مثقل القلب حزنا وأسى ، تزاحم رأسي عشرات من علامات استفهام تتقلب كضربات مطرقة ، محدقا في نقطة حمراء بعيدة بين صحوة و غفوة ..
و إذا بي أجد نفسي أسال الله :
ــ لماذا لا تتدخل يا سيد الكون الأوحد في مثل هذه الأيام العصيبة لتوقف ماكنة القتل و الدمار الشغالة بجنون في بقاع عديدة من العالم ؟ ..
بعد صمت قصير سمعت صوتا يرد ، ربما بواسطة جبرائيل ، أو هكذا ظننتُ ، يهمس في أذني قائلا :
ــ من أنتم حتى أتدخل أنا الله في صراعاتكم ومشاكلكم ؟، ولا ينقصني سوى أن انحاز إلى جانب هذا وضد ذاك أو بالعكس ؟.. فعليك أن تعلم ..فما أنتم أيها البشر إلا مجرد نوع واحد من مئات آلاف أنواع و أصناف من مخلوقاتي المقيمة على هذه الأرض ثم فهل رأيتني يوما أتدخل عندما يفترس النمر غزالة وهي لا زالت حية .. حينما يلتهم النسر حمامة تصفق بأجنحتها من شدة الألم .. والسمك الكبير سمكة صغيرة ، وأنتم البشر تذبحون و تأكلون خرافا ودجاجة وطيورا أخرى ؟ ..
و كأنه خمن ماذا أفكر ردا ، عندما أردت أن أقول يجب التمييز بين القاتل بحيث تنشل يد القاتل عقابا و ينجو الضحية البريء ويحيى ، فتلك هي العدالة الحقة ، حسب تصوري ، فقاطعني بنبرة حاسمة :
ــ إن عدالتي تكمن في حيادي و …نقطة !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here