فاصل من الصمت
بقلم مهدي قاسم
بين فواصل هوامش ، وتضاريس فوارِز ، و بتواز مع أفق قوسين مفتوحين كخطوط مائلة مثل قوس قزح باهت اللون ، أُغذي خطوي ذهابا و إيابا على سديم البياض الشاسع ، خطوة إلى الأمام درّ و خطوة إلى الوراء درّ رجوعا ..
أثناء ذلك أطقطق بين أصابعي ساعات الوقت مثل حبات سبحة بلورية طويلة و صقيلة !..
و هكذا إلى وقت طويل ، انتظارا لانخفاض منسوب العواطف الجامحة الجياشة و أمواج المشاعر المتجلدة جزعا و حسرة و أسى إلى مستواها المعتاد ، لأرفع عقيرتي بالغناء ابتهاجا واحتفاء بمواكب الحياة الصباحية المشرقة بنور الجمال وهمسة الطبيعة المموّسقة ، رخيمة النغمة السماوية والتماع الأشياء استحماما بنور الشمس ..
..
ففي النهاية أنا رجل لبق يدرك ويعرف مقدار و أصول اللياقة ، حتى لو كنتُ مثلما كان مَن وقف على قمة جبل عرف و رأى كل شيء في وسط أقوام الذين اعتادوا على أن يتحول بين أيديهم القاتل إلى الضحية والضحية إلى القاتل ، و .. بالعكس أيضا و دوما .. عبر أدوار متبادلة بشكل عجيب ، بين ضحية و قاتل و بين قاتل و ضحية ، من حيث جميعهم تجري عملية طقوس ارتقائم إلى السماء بصفة قديسين ابرار ..
في أغرب مساواة على الإطلاق ،
كأنما على طريقة : ” مال الله لله
ومال القيصر للقيصر ” …
أي …….يعني ……….
فما من ظالم أو مظلوم !..
لأن المظلوم سرعان ما يصبح ظالما ، و الظالم مظلوما ..
و هكذا إلى ما لانهاية ..