فيسبوك كمصنع لإنتاج الشّتامين والمسيئين الطائفيين
بقلم مهدي قاسم
للتو قرأت منشورا لأحدهم يسب أمهات و أباء المختلفين معه سياسيا ، فكتبتُ تعليفا أسأله :
ما علاقة الأب و الأم أو الأخت ام الزوجة بخلافاتكم الفكرية أو السياسية أم العقائدية بعضكم مع بعضا ؟ ربما أن والدة و أب الشخص المختلف معه يكونا قد توفيا منذ فترة طويلة ؟ و لماذا لا تحدد الشخص نفسه ــ حصريا لتشتمه إذا كنت تجد نفسك متعودا على الشتيمة بصورة مهووسة وقهرية ؟
ولكنني قررت ُ ، أن لا أنشر هذا التعليق عنده ، تحسبا من أنه ستثور أعصابه التالفة و يشتمني أنا أيضا بسبب هذا السؤال ..
ولكن الذي دفعني إلى كتابة هذا التعليق بالدرجة الأولى ليس هذا الشخص بعينه أو غيره ، إنما ملاحظتي لبروز ظاهرة شتّامين من فئة معينة تجد نفسها عاجزة عن الحوار و المحاججة المقنعة فتلجأ إلى الشتيمة كأسهل و اقصر وسيلة لحسم الاختلاف بشتيمة ” قاضية ” عبر الإساءة للطرف المختلف ..
والمُثير إن عملية تبادل الشتائم هذه لا تدور بين شخصين بقدر ما هي تأخذ طابعا طائفيا متحزبا بين المنتمين إلى مذاهب مختلفة متنافرة فيما بينها ، كما لو كنا رجعنا قهقرة إلى مرحلة الطائفية السايقة للتراشق ولكن بدلا من زخات رصاص ، ففهذه المرة تجري العملية بزخات الشتائم و المسبات ..
فليكن الله في عونكم أيها الشتّامون الحبابون ويهدأ من توترات اعصابكم المسلوقة سلقا من شدة غضب واهتياج طائفيين و يهديكم إلى صراط الحوار الحضاري المهذب واللائق المحترم ..