كشف مصدر مسؤول في هيئة الحشد الشعبي، اليوم الخميس (10 تشرين الأول 2024)، حقيقية ابلاغ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لقادة الحشد بضرورة مغادرة العراق بعد التوترات الأخيرة في المنطقة والخشية من ضربة إسرائيلية مرتقبة.
وقال المصدر في حديث ، ان “الانباء التي تحدثت عن ابلاغ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لقادة الحشد الشعبي بمغادرة العراق، غير صحيحة ولا يوجد هكذا ابلاغ ولا توجد أي نية لمغادرة أي من قادة الحشد للعراق لأي سبب كان”.
وأضاف المصدر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان “جميع قادة الحشد الشعبي سواء على مستوى الخط الأول وكذلك الثاني الميدانيين، جميعهم يتواجدون داخل العراق ويمارسون مهامهم الأمنية والعسكرية بشكل طبيعي، ولا مخاوف لديهم من أي ضربة إسرائيلية او غيرها قد تدفعهم لمغادرة العراق خلال المرحلة المقبلة”.
وتداولت منصات أمريكية على منصة “إكس” نقلا عن ان بي سي، إن” رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبلغ قادة الحشد الشعبي بضرورة مغادرة العراق.
وقال محللون عراقيون إن الصراع الدائر بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني قد يؤثر أيضا على العراق، وإن تل أبيب قد تستهدف مقرات كيانات الفصائل الشيعية وقادتها.
ويلفت المحاضر في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري في تصريح صحفي، إلى” احتمال كبير” بأن تستهدف إسرائيل العراق، مبينا ان” أي هجوم إسرائيلي محتمل يمكن أن يلحق الضرر باقتصاد العراق الضعيف”.
وأشار إلى 3 سيناريوهات للهجوم الإسرائيلي على العراق، أولها أنه في حال وقوع هجوم محتمل من إسرائيل، قد يتحول العراق إلى منطقة صراع بين تل أبيب والجماعات المسلحة”.
وأفاد أنه إذا توصلت الحكومة العراقية إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتقليل الهجوم الإسرائيلي المحتمل، فإن إسرائيل قد تكتفي بضرب بعض الجماعات المسلحة.
وقال الشمري: “أما السيناريو الثاني فهو أن إسرائيل قد تستهدف الحشد الشعبي وقادته وأولئك الذين يتعاونون معهم”.
وأضاف: “وبالنسبة للسيناريو الثالث، فقد تستهدف إسرائيل قادة المجموعات المسلحة وكل من يتعاون معهم، إضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية. وهذا قد يؤدي إلى توتر شديد”.
وأردف: “هذا السيناريو قد لا يستهدف فقط المجموعات المسلحة والحكومة، بل قد يصل إلى النظام نفسه. لأن إسرائيل تعتقد أن المجموعات المسلحة تسيطر على الحكومة العراقية، موضحا أن” “استهداف إسرائيل للعراق مؤكد، ولكن مستوى هذا الاستهداف ليس واضحا بعد”.
وذكَّر بأن إسرائيل أعلنت مؤخرا عن مقتل اثنين من جنودها نتيجة صواريخ أُطلقت من العراق، “وهذا وحده قد يكون ذريعة لإسرائيل لضرب العراق”.
والجمعة الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 24 بجروح، بينهم اثنان بجروح خطيرة، لأول مرة إثر هجوم بمسيرتين من العراق على شمالي إسرائيل.
وأوضح الشمري أنه بدأت أصوات تتعالى داخل إسرائيل بأن العراق يشكل تهديدا لها، وأن رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو “قد يرد على ذلك بضرب العراق لإرضاء الداخل الإسرائيلي”.
وأفاد أنه على الرغم من أن الحكومة العراقية لديها الرغبة في حماية البلاد من الهجوم الإسرائيلي، إلا أنها “لا تملك القوة الكافية” لمنعه.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد “حزب الله” يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط