2024-10-10
لقاء السوداني مع عضو بمجلس النواب الامريكي في 10 أكتوبر
أشاد أعضاء في مجلس النواب العراقي ومراقبون للشأن السياسي بـ”الخطوات الاستباقية” لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإيقاف حرب قطاع غزة وجنوب لبنان ومنع انزلاق العراق ودول المنطقة فيها، من خلال عقد لقاءات مكثفة خاصة مع سفراء الدول الكبرى (أمريكا وروسيا والصين).
وتؤكد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، أن “اللجنة تتماهى وتتوازى مع السياسة العامة التي يقودها السوداني بصناعة موقف ينأى بالعراق عما يجري حوله ويحمي مقدرات العراق وعناصر قوته التي تتمثل بمقام المرجعية العليا والحكومة العراقية والقوات المسلحة والالتحام الشعبي والقوى السياسية من أي عدوان أو استهداف”.
ويضيف عضو اللجنة، عباس الجبوري، ، أن “صناعة الموقف السياسي عبر وزارة الخارجية والحكومة التي يقودها السوداني هي خطوة صحيحة، كما هناك حركة لمجلس النواب في هذا المسعى أيضاً، حيث اجتمع رئيس مجلس النواب وكالة مع سفراء الاتحاد الأوروبي وغيرهم، وكل الحكومة بشقيها التشريعي والحكومي متجانسة في صناعة موقف القوة للعراق”.
حراك مستمر لإيقاف الحرب
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أكد اليوم الخميس، أن لقاءات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع سفراء دول عدة تأتي ضمن حراكه المستمر لإيقاف حرب قطاع غزة ولبنان.
وقال العوادي في تدوينة له على منصة “إكس”: إن “لقاءات رئيس الوزراء اليوم بثلاثة من سفراء الدول الكبرى (أمريكا وروسيا والصين)، تأتي كحلقة متواصلة ضمن حراكه المستمر لإيقاف حرب غزة ولبنان ومنع توسعها والحفاظ على استقرار العراق والمنطقة”.
وأضاف، أن “رئيس الوزراء تحدث بصراحة عن أهمية تفعيل الموقفين (الصيني والروسي) والارتقاء بهما إلى مستوى الأزمة في تحريك مؤسسات المجتمع الدولي واستعادة دورها في ردع العدوان والحفاظ على السلم الأممي ومنع استهداف المدنيين وتفعيل آليات برامج الإغاثة لضحايا الحرب”.
وأشار إلى، أن “رئيس الوزراء طالب ضيوفه من سفراء الدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة باتخاذ مواقف على من تجرأ من بعض وسائل الإعلام المتطرفة على مقام المرجعية الدينية العليا”.
العراق والمنطقة لا يحتملان التصعيد
من جهته، يقول النائب في البرلمان العراقي، علي نعمة البنداوي، إن “الوضع في العراق والمنطقة لا يحتمل التصعيد، لذلك من الضروري إجراء مباحثات ليس على مستوى سفراء ووزراء خارجية فقط، بل على مستوى دولي من أجل حماية المنطقة وعدم انجرارها لحوادث تؤدي إلى حروب”.
ويشير البنداوي خلال حديثه ، إلى أن “العراق يلعب دوراً كبيراً خاصة في الفترة الأخيرة في تقريب وجهات النظر حتى بين الدول العربية، بما لديه من مقبولية على المستوى العربي وحتى على المستويين الإقليمي والدولي”.
خطوات استباقية
وتعد خطوة رئيس الوزراء بلقاء سفراء دول دائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والصين وأمريكا) “خطوة إلى الأمام وتنتهج الدبلوماسية المنتجة الرامية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما وإننا نتحدث عن ملامح شرق أوسط جديد تحدث عنه نتنياهو بعد أحداث السابع من أكتوبر”، بحسب المحلل السياسي، سيف السعدي.
ويضيف السعدي، “لذلك رئيس الوزراء يتخذ خطوات استباقية لمنع انزلاق العراق ودول المنطقة أيضاً التي لها تأثير على العراق وعلى منطقة الشرق الأوسط بالمجمل، لاسيما في ظل وجود تهديدات مبطنة قد تطال المرجعية الدينية في العراق وشخصيات وأهداف منتخبة داخل البلاد”.
ويؤكد السعدي، أن “حديث السوداني مع سفراء دول دائمة العضوية داخل مجلس الأمن قد تؤثر على قرارته سواء بإيقاف إطلاق النار في غزة أو عدم توسع نيران الحرب، لذلك خطوة رئيس الوزراء إيجابية باتجاه وقف التصعيد في المنطقة”.
حراك لسحب فتيل الأزمة
وهذا ما يؤكد عليه أيضاً المحلل السياسي، عباس الجبوري، الذي يقول إن “العراق دائماً ما ينأى بنفسه عن سياسة المحاور، واعتقد أن العراق بإمكانه اليوم أن يلعب دوراً كبيراً لسحب فتيل الأزمة من المنطقة من خلال اللقاءات التي يقوم بها السوداني مع السفراء والمسؤولين مثل روسيا والصين وإيران وبعض الدول لتهدئة الأوضاع”.
ويحذر الجبوري في حديث ، بأن “في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه حالياً، فإن العراق سوف يتأثر بها وأيضاً الدول الإقليمية المجاورة، لذلك يريد العراق أن يلعب دوراً كبيراً لإعادة التوازن لهذه المنطقة من خلال هذه العلاقات”.
خطوة مهمة لكنها متأخرة
في المقابل، يرى المحلل السياسي، أحمد الياسري، أن “سياسة العراق الخارجية في ظل حكومة السوداني هي الأضعف بين الحكومات السابقة، وهذا يعود إلى أن السوداني ركز على السياسات الداخلية من تدعيم الطبقات الوسطى ومحاولة إجراء مصالحة داخلية وكسر الجمود السياسي الداخلي”.
ويضيف الياسري ، “ورغم أهمية كل ذلك (السياسات الداخلية)، لكنه انعكس على الأداء السياسي الخارجي، لذلك كانت مبادراته الخارجية أقل من المبادرات الداخلية، وهذا الأمر انعكس على العراق في هذه الأزمة الإقليمية”.
ويتابع، أن “العراق كان من المفترض منذ بداية أحداث غزة أن يضع سياساته الخارجية ضمن المحور العربي، لكن جاء موقف العراق بعد الجامعة العربية، وكانت سياسته تعتمد على إصدار البيانات فقط دون أخذ مواقف مع الحلفاء، لذلك يعد تحرك السوداني الأخير مهماً وجيداً لكنه متأخر”.
ويرى الياسري، أن “حكومة السوداني ليس لديها القدرة على إنتاج مبادرة حل أزمة، وإنما ينتظر السوداني اجتماع الإطار التنسيقي ويقوم بالمبادرة بعد أن يخوّله بها الإطار، وهذا خطأ، لأن الإطار هو كتلة برلمانية وليس حكومة تنفيذية، ومن يبادر بالمبادرات هي الحكومة وليس كتل برلمانية، وهذا ما يُشكل به على السوداني”.
ويؤكد أن “المطلوب من السوداني اتخاذ موقف أكبر من هذه المواقف، بالدعوة بشكل عاجل لعقد قمة عربية خصوصاً السعودية والكويت والأردن والإمارات ومصر لاتخاذ موقف مشترك وتنشيط الاتفاقات الأمنية معهم لقطع الطريق في ظل وجود تهديدات إسرائيلية باستهداف العراق”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط