هذا كلمّا هنالك !
بقلم مهدي قاسم
كما هو معلوم : يوجد هناك أناس يرغبون بطواعية متحمسة وعزيمة صادقة أن يكونوا شهداء من أجل قضية معينة يؤمنون بعدالتها الحقة ، مثلما يجدون فيها تحقيقا لمعنى حياتهم بشرف و إباء ، بل يرون فيها تجسيدا للقيم والمبادئ التي يؤمنون بها ، من حيث يحملونها في قلوبهم ، حالمين من أجل تحقيقها عاجلا أم آجلا ، لكي يعدوا عملية استشهادهم المحتملة خاتمة مفرحة لمسيرة حياتهم وتتويجا مخّلدا لها ..
ولكن …………………………………..
في مقابل هؤلاء الذين اختاروا طريقهم الواضح و المحدد مسبقا ، يوجد هناك أعداد كبيرة من أناس ” عاديين ” الذين ليس عندهم ” طموحات ” من هذا القبيل ، بقدر ما يرغبون في العيش وهم و أفراد عائلاتهم ، حياة عادية و طبيعية خالية من أية بطولات تُذكر ، وفق شروط مقبولة و الفة عائلية منسجمة و حميمة ، و هو الأمر الذي يعني إنهم ــ ربما ــ لا يريدون في إن يكونوا ” شهداء ” ، رغما على إرادتهم ــــ فوق ذلك ـــ بالإكراه و الإجبار ..
فالقضية العادلة أو الإيمان بعقيدة ما ــ نقصد هنا اية قضية أو عقيدة كانت ـــ تعني احترام خيارات الناس وليس جعلهم أمام الأمر الواقع رغما على خياراتهم و إرادتهم ومواقفهم الحرة …
إذ من خلال هذا الاحترام لخيارات الناس و إرادتهم الحرة تكتسب القضايا شرعيتها الحقة والعادلة ..
على الأقل هكذا نعتقد ونتصور ..
هذا كلمّا هنالك ..
Read our Privacy Policy by clicking here