الصراع العربي ــ الإسرائيلي الحالي وتعميق النزعات والكراهيات الطائفية مجددا

الصراع العربي ــ الإسرائيلي الحالي وتعميق النزعات والكراهيات الطائفية مجددا

بقلم مهدي قاسم

في الوقت الذي ظننا ، أننا قد خلفنا وراءنا النزاعات و الصراعات المذهبية المصحوبة بأحقاد و كراهيات ، و باتت بشكل أقل حدة وتشنجا ، وإذا بها تطل برأسها مجددا وتطوف فوق السطح ، على ضوء تجدد الصراع العربي ــ الإسرائيلي ، بعد هجوم حركة حماس ضد الإسرائيليين وما تبع ذلك من ردود فعل إسرائيلي همجي عنيف ومنقطع النظير من جرائم غبادة ودمار رهيبين ..

حتى يمكن القول أن بعضا من هؤلاء الطائفيين العرب يكادون أن يشعروا بالأسف والأسى ! ، حينما تنجح طائرة مسيرة لحزب الله ــ مثلا ــ بلوغ أهداف مواقع عسكرية إسرائيلية ، مسببة خسائر بشرية وأضرار مادية على حد سواء ..

فيحاولون التقليل من نجاح العملية بل و الاستخفاف بها و التهكم عليها بغية تتفيهها ، لا لشيء ، إلا لكون من أطلق الطائرة المسيرة نحو إسرائيل هي تنظيمات ” شيعية ” ..

و هذا يعني أن نسبة الكراهية والحقد الطائفيين قد ارتفعت متصاعدة إلى أعلى نسبة منفلتة باستمرار ، بحيث أعمّت قلوبهم قبل عيونهم ، حتى باتوا وكأنهم يدافعون عن إسرائيل و يأسفون لخسائرها البشرية والمادية نكاية و تسقيطا للطرف الشيعي ، رغم إن الصراع الناشب الآن بكل حدة وضراوة ، ليس بين السنة والشيعة أو بين العرب و إيران ، إنما بين بعض العرب والمسلمين ضد العدو الإسرائيلي ….

بالطبع المسألة ليست بهذه البساطة في الوقت نفسه :

فمنطق الهيمنة السياسية والأمنية المستمرة في المنطقة من هذا الجانب أو ذاك ، ومن منظور مذهبي ، عبر ممارسة عملية إخضاع وإذلال من قبل هذه الجهة المذهبية المهيمنة مرة ، أومن قبل تلك الجهة المذهبية المهيمنة تارة أخرى ــ طبعا حسب أوقات استلام مقاليد السلطة ، فقد كان لكل هذا تأثيره النفسي العميق على أنصار وأتباع كلا الطرفين ، كأزمة نفسية وسلوكية مزمنة وعويصة معتقدة فعلا ، إلى حد فشل حتى الصراع العربي ــ الإسرائيلي الشفاء منه أو على الأقل ــ وضعها على الرف مؤقتا احتراما لهذه القضية ــ الفلسطينية ــ العربية الكبرى ….

هذا دون أن نذكر العامل الإيراني التخريبي لبلدان عربية عديدة و إخضاع سيادتها لأوامر القيادة الإيرانية ..

فهذه الممارسات المهيمنة والسيطرة جعلت أتباع الطرف الاخر أن لا يثق بالنظام الإيراني ، حتى لو حارب إسرائيل بشكل أكثر جدية وتصميما صادقا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here