15..2024-10
يبدو أن الجلسة الخامسة لمجلس كركوك، يوم أمس، قد أججت الصراعات القائمة حول المناصب في المحافظة، لاسيما وأنها قد جرت وسط مقاطعة ثلاث كتل وهي حزب السيادة والديمقراطي الكردستاني والجبهة التركمانية.
إذ أعلن اعضاء في مجلس محافظة كركوك عن الحزب الديمقراطي الكردستاني والسيادة والتركمان، اليوم الثلاثاء، أنهم يعملون على اقالة رئيس مجلس محافظة كركوك بطرق قانونية بعد عقده جلسة يوم امس التي وصفوها بأنها “غير قانونية”.
وكان مجلس محافظة كركوك صوّت، أمس الثلاثاء، على انتخاب ياوز حميد محمود نائباً أول لمحافظ كركوك، فضلا عن اختيار رؤساء الوحدات الادارية في أقضية (الحويجة – داقوق – دبس)، كما شكل 14 لجنة للمجلس في مختلف المجالات والاختصاصات الخدمية، وسط مقاطعة الديمقراطي الكردستاني والسيادة والتركمان.
وقالت عضو مجلس محافظة كركوك عن كتلة السيادة سلوى المفرجي، في مؤتمر صحفي، تابعته “العالم الجديد”، إن “رئيس مجلس محافظة كركوك محمد ابراهيم حافظ أرسل رسالة لأعضاء مجلس محافظة كركوك في الساعة الثانية فجرا وتنص على انعقاد جلسة في مجلس المحافظة في الساعة الـ 12 ظهرا”، مبينة أن “جميع الاعضاء حضروا الى العمل في المجلس، وكنا مستعدين للمشاركة في الاجتماع كونه مهما، وعلى جدول أعماله النظام الداخلي للمجلس وترشيح رؤساء اللجان وترشيح قائممقام أقضية الحويجة وداقوق والدبس”.
وتابعت أن “رئيس المجلس وبعد انتهاء فترة الدوام الرسمي في الساعة الثانية والنصف و خروجنا الى منازلنا تفاجئنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن المجلس صوت على اللجان، وصوت على ترشيح قائممقام لاقضية كركوك، وغيرها من الأمور وهي ليست ببعيدة عن التشابه فيما جرى أمس وجلسة فندق الرشيد التي تم فيها إقصاء وتهميش العرب والكرد والتركمان من المناصب”، حسب تعبيرها.
وانتقدت المفرجي “رئيس مجلس المحافظة الذي توعدهم بالعقوبات في حال استمرار غيابهم عن عقد مجلس المحافظة”.
وأكد أنهم “مستمرون في الدوام ولم يتغيبوا مثلما ادعى رئيس المجلس”، متوعدة إياه بـ”العمل قانونيا على إقالته، ولكن بعد النظر في قرار المحكمة الإداري والاتحادي في قانونية عقد جلسة فندق الرشيد”.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في العراق)، غدا الأربعاء، في الشكوى والطعن المقدم من قبل اعضاء مجلس محافظة كركوك عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في شرعية عقد جلسة تشكيل إدارة ومجلس المحافظة.
من جهة أخرى، قالت عضو مجلس محافظة كركوك عن الجبهة التركمانية سوسن جدوع ، إن “ما جرى من ترشيح شخص تركماني لمنصب نائب محافظ كركوك والشرعية التي اعطت الترشيح هو للجبهة التركمانية الممثل الشرعي والقانوني والذي يرشح هو رئيس الكتلة، والتركمان يتعرضون على ما فعله رئيس المجلس والأعضاء الذين معه، فهم اتفقوا على كل شيء في جلسة فندق الرشيد”.
واعتبرت أن” ما جرى أمس في مجلس المحافظة هو خرق قانوني، وخارج إرادة التركمان وعلى الرغم من كون المرشح هو عضو في الجبهة التركمانية، ولكننا لم نرشح لشغل هذا المنصب كون المناصب فيها سياقات قانونية وادارية وغيرها، ونحن نرفض ما جرى في جلسة مجلس كركوك”.
وصوت مجلس كركوك، أمس الثلاثاء، على تعيين ثلاثة قائممقامين جميعهم من المكون العربي كالآتي: سعدون حميد قائممقاماً لقضاء الحويجة، سراج الدين ناظم قائممقاماً لقضاء داقوق، وعادل إسحاق قائممقاماً لقضاء الدبس.
واعتبر حزب السيادة، أمس الاثنين، انتخاب ياوز حميد محمود لمهام النائب الاول لمحافظ كركوك، انتهاكا صارخا للقانون ويفتح الباب أمام المزيد من التجاوزات في المحافظة، فيما أعربت جبهة تركمان العراق الموحد، عن قلقها عما يدور في مجلس المحافظة، مؤكدة أنها تنتظر رأي القضاء الحاسم.
وأعلن حزب السيادة، الذي يمثّل طيفاً من العرب السنة في كركوك، في 23 آب اغسطس الماضي مقاطعته اجتماعات مجلس محافظة كركوك التي دعا إليها رئيس المجلس، ومعه في المقاطعة التركمان، والحزب الديمقراطي الكردستاني.
وينقسم عرب كركوك إلى فريقين حصل أحدهما على منصبَي رئيس مجلس المحافظة ونائب المحافظ، في حين قاطع الفريق الآخر (التركمان) جلسة انتخاب المحافظ، وأعلنوا عدم اعترافهم بمخرجاتها.
وتقدّمت الجبهة التركمانية بشكوى إلى المحكمتين الاتحادية والإدارية بشأن مجريات جلسة انتخاب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، لكن لم يتم حسم الأمر حتى الآن.
وأُنتخب يوم العاشر من آب أغسطس الماضي، محافظ كركوك ورئيس مجلس محافظتها في بغداد من دون مشاركة أعضاء كتلة الحزب الديمقراطي وعدد من النواب العرب، إذ تم تعيين ريبوار طه محافظا ومحمد حافظ رئيسا لمجلس المحافظة.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في 28 كانون الأول ديسمبر 2023، النتائج النهائية لانتخابات مجلس محافظة كركوك، حيث حصل تحالف كركوك قوتنا وإرادتنا على 157 ألفا و649 صوتا وحصل على خمسة مقاعد، والتحالف العربي في كركوك على 102 ألفا و558 صوتا بثلاثة مقاعد، وجبهة تركمان العراق الموحد على 75 ألفا و169 صوتا بمقعدين، وتحالف القيادة على 61 ألفا و612 صوتا بمقعدين، والحزب الديمقراطي الكردستاني على 52 ألفا و278 صوتا بمقعدين، وتحالف العروبة على 47 ألفا و919 صوتا بمقعد واحد، ويبلغ العدد الكلي لمقاعد مجلس المحافظة 16 مقعدا، 11 منها للرجال، وأربعة للنساء، ومقعدا واحدا لكوتا المكونات.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط