حينما الموتى يرثون لحالنا !..
بقلم مهدي قاسم
من يدري ؟ ……………….
قد نُعكرّ سكينة و هدوء الراحلين ، حتى الجد السابع ، بكثرة وغزارة رثائنا المتواصل ، بكل همة و مثابرة ، ليلا و نهارا ! ، وندعو لهم ما تيسرت من أمنيات جميلة ..
بينما يكونون هم ، مِمَن يرثون لحالنا ، نحن الأحياء الحاملين على أكتافنا صليب موتنا المؤجل ، تحت قيد المعاناة وظلال الموتى الوارفة على نافذة حياتنا مثل ستائر من حجاب معتم ..
و من شدة ما نقرأ يوميا من المرثيات الكثيرة ، حتى نكاد نشعر بالخجل لكوننا لا زلنا ندبّ على رصيف الحياة ..
ذاكرة جماعية مزدحمة بحضور الموتى ، ربما مصدرا لعزاء و سلوى ..
الأجواء ذاتها مكتظة بحضور الراحلين من الموتى ..
المحيط طولا و عرضا ، عبارة عن طقس جنائزي حزين ..
كأننا على وشك أن نضيق ذرعا بالحياة نفسها ..
فهل فعلا تبدو الحياة كأنها أضيق من حدوة حصان ..
لحد شعورنا كما لو كنا أن نعيش ميتين ! …
فقط مدمنو الأحزان يجدون سلواهم في مثل هذه الطقوس ..
ربما لهذا السبب بالضبط ، يجب علينا إن نفتح نافذة حياتنا بكل وسعها ، على كل ما هو جميل و مصدر مسرات و أفراح صغيرة رغم كل شيء !..
إذ سوف تستمر مواكب الحياة في مسيرتها المألوفة والمعتادة ، محملة بالجمال و الفرح والبهجة حينا ، و بالبشاعة و الأحزان والمعاناة حينا آخر ..