و انتهى الفصل الأول من مسرحية ” نهاية اللعبة “

و انتهى الفصل الأول من مسرحية ” نهاية اللعبة *

بقلم مهدي قاسم

ثمة صوت مجوّف يتناهى من خلف الكواليس بشكل جهوري :

بتواز مع انخفاض منسوب القلق والخوف إلى سابق عهدهما اليومي والمعتاد و الحمد لله ..
فلم يحدث شيء خارق و استثنائي مثلما انتظروا و تمنوا بعض كثير من أولئك الحضور الكرام …

ثم يتقدم الممثل الأول نحو بقعة الأضواء العاكسة ، قائلا بنبرة توبيخ مؤنبِة :
ــــ أين هي المعجزة الخارقة التي وعدتنا بها والتي كنا نظن أنها ستغير أمورنا و اوضاعنا رأسا على عقب ؟ .

الممثل الثاني باستغراب و دهشة :
ــــــ عن أية معجزة تتحدث ؟، لو كنتُ أنا قادرا على الإتيان بمعجزة لأنقذت أولا نفسي وعائلتي من هذا الهلاك الرهيب ..

الممثل الأول بلهجة لوم وتقريع : ــ لقد جعلتنا نعيش في أوهام جميلة و أحلام ملونة ، وفي أثناء الانتظار كانت نسبة خسائرنا الجسيمة ترتفع وتزداد بشكل غير مسبوق وكارثي فظيع .

الممثل الثاني : أنا لستُ مسؤولا عن أناس ينسجون حولي أساطير وهمية ، انتظارا لوقوع معجزة للخلاص من مأزقهم . فهؤلاء اعتادوا دوما ــــــ بسبب عجزهم المزمن ـــــ على أن يحمّلوا غيرهم أسباب فشلهم ..

الممثل الأول : من السهل قول هذا ، بعد وقوع الكارثة والتهلكة الفادحة .

الممثل الثاني : لا اتحمل مغبة وقوع أية كارثة ، فهذا ليس ذنبي ، بقدر ما هو خطأ فادح لكل مَــن يستعين بعواطفه الخادعة ، بدلا من تنشيط عقله بتفكير منطق سليم .

فجأة تنطفئ الأضواء و يختفي الممثلان ، حتى يخيم صمت ثقيل بدلا من تصفيق حار ..

يرتفع من جديد صوت من خلف الكواليس ليقول بنبرة عتاب و أسى :

ــــــ أنا .. يصفتي مخرجا للمسرحية ، كنتُ اتوقع أن لا تعجبكم أفكارها و طروحاتها الصريحة ، لإنها كانت بمثابة مرآة تعكس حقيقتكم من خلالها ، مثلما أنتم كما في الحقيقة والواقع ، بينما أنتم لا تحبون سماع الحقائق المريرة و العنيدة ، و مقابلتها وجها للوجه تجنبا للإحراج ، في الوقت الذي تعودتم على سماع المديح و التمجيد فقط .

ـــــــــــــــــــــ
تحوير العنوان فقط ، وفقا لمسرحية ” نهاية اللعبة ” للمسرحي و الروائي العبثي صمويل بيكيت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here