الرئيس الجديد محمود المشهداني و حذاء الممثلة زينب القديم !
بقلم مهدي قاسم
بعد عشرات محاولات و مشاورات و وساطات وتدخلات و ارتفاع منسوب الخلافات لحد التهديدات واخفاقات عديدة ، أخيرا صوُت مجلس النواب العراقي على انتخاب رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني رئيسا جديدا له ! ..
و لا أدري لماذا خطر ببالي فجأة مشهد تمثيلي ، رأيته في منتصف السبعينيات من القرن الماضي في تلفزيون العراق ) ببطولة الممثلة العراقية المعروفة الراحلة زينب ، حيث يبدأ المشهد بدخول الممثلة محل أحذية لتشتري حذاء جديدا و جميلا لنفسها ، فتبدأ بعملية الاختيار و التجريب من أول زوج حذاء في مقدمة المحل حتى إلى آخر حذاء في نهاية المحل ، و بعدما جربت كل الأحذية ، اختارت في نهاية المطاف حذاء مناسبا ، ليتضح فيما بعد أنه نفس حذائها القديم الذي دخلت فيه إلى المحل ..
طبعا مع التأكيد هنا ، على عدم المقارنة بين ذلك الحذاء القديم و بين السيد رئيس مجلس النواب العراقي القديم ـــ و الجديد حاليا ..
فقط من باب : الشيء بالشيء يُذكر..
وما دمنا عند الدكتور محمود المشهداني ، فمن الإنصاف القول إنه سياسي ” واقعي ” إلى جانب كونه صريحا و طريفا ، و خاصة ، على صعيد تشخيص طبيعة النظام السياسي الطائفي المحاصصتي المشوّه الهجين القائم في العراق منذ عشرين عاما ، أي على نحو :
ــــ إن كذا عددا من مناصب لكم .. وكذا حصة الأسد من مناصب لنا .. وكذلك لنا كل الحل والربط و كافة القرارات .. فضلا عن مغازلة النظام الإيراني لكسب المقبولية والرضا .. أخيرا وما عليكم إلا التفرج و الصمت ــ طبعا و هذا الأهم ــ مع التحاصص ، في تقسيم الغنائم والامتيازات ، كل واحد ، حسب شطارته ومهارته في السرقة واللصوصية المشرعنة للمال العام ، وأن كان على حساب موت ضميره الوطني .. !..
فضلا عن كونه يُعد ـــ بالمعنى السياسي للكلمة ـــ من الحبايب المقربين إلى عميد الساسة والمسؤولين الكبار الفاسدين نوري المالكي ، حتى أنه ذات مرة ــ و بتواطؤ عجيب ــ افتعل وعكة صحية ليبّطل عملية تصويت في مجلس النواب ، لم تكن لتحظى برضا التكتل ” الشيعي ” الأمر الذي دفع بنوري المالكي وهادي العامري و قيس الخزعلي لزيارته إلى المستشفى، وظهروا قرب سرير ” المريض ” وهم في جو لطيف من موجة ضحك و مرح ! ..
Read our Privacy Policy by clicking here