2024-11-02
حذرت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الامريكية من ان ابرز الشخصيات التي نادت من أجل غزو العراق، تصطف حاليا خلف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، داعية الى رفض “صرخات الحرب” هذه.
وأوضح التقرير الأمريكي، المترجم ، ان ال تشيني، وال بوش، ونانسي بيلوسي، وجيمس كلابر، وتوماس فريدمان، و آن أبلباوم، وجيفري جولدبيرغ، وجيش من الساسة والمعلقين والبيروقراطيين الآخرين، نصبوا أنفسهم قبل 20 سنة، كمدافعين عن الديمقراطية نفسها، والذي كان يعني وقتها شن حرب استباقية لتغيير النظام.
وأشار التقرير إلى أن نفس هذا الفريق يدعي الآن إنه يشن حملة عادلة ضد قوى الاستبداد، مضيفا أن كبار مهندسي حرب العراق، يصطفون الآن خلف الحملة الرئاسية لكامالا هاريس، في استخفاف جديد للتفكير السليم تجديدهم مقولة إما أن تكون معهم او تكون مع اعداء امريكا.
وحذر التقرير من أنه بالنظر إلى “التداعيات الكارثية” لحملتهم العسكرية الماضية، فإنه “يجب علينا أن نرفض الاستجابة لصرخاتهم الحربية” الحالية، مضيفا أنهم كانوا متيقنين من انهم على الجانب الصحيح من التاريخ، الا أنهم “كانوا متيقنين بنفس الدرجة عندما دفعونا الى حرب التي ساعدت على زرع الفوضى والإرهاب في أنحاء المنطقة كافة”.
وذكر التقرير ان عائلة تشيني، النائب السابق للرئاسة ديك تشيني ونائبة وايومنغ السابقة ابنته ليز تشيني، كلاهما جمهوريان يتمتعان باحترام واسع ويدعمان كامالا هاريس، ولديهما سجل طويل في الخدمة العامة،باعتبارهما من أكثر الأصوات تشددا في النقاشات المتعلقة بالسياسة الخارجية، موضحا أن ديك تشيني كان الشخص الأكثر أهمية في الضغط على جورج بوش من أجل غزو العراق، بينما دافعت ليز تشيني منذ فترة طويلة عن الحرب، رغم كل شيء، وهي لا تزال احدى اكثر الاصوات تشددا في الحزب الجمهوري حتى الآن.
ودعا التقرير إلى إلقاء نظرة على قائمة الجمهوريين المنتخبين الذين انتقلوا الى تأييد هاريس حيث ستظهر لائحة بأكثر الأشخاص تأييداً للحرب في الولايات المتحدة.
وعلى سبيل المثال، اشار التقرير الى النائب السابق ادم كينزينغر المعروف بدعمه لمصالح الشركات والحروب، مذكرا بأنه في الفترة الماضية حاول دفع الولايات المتحدة الى خوض حرب مع روسيا، معتقدا أن الحرب مع قوة نووية ليست فكرة سيئة، وهو اول واعلى عضو جمهوري سابق في الكونجرس يؤيد هاريس.
وبالاضافة الى ذلك، فان النائب السابق تشارلي دنت، وهو من الصقور الجمهوريين الذين اتسموا بالخطورة خلال وجوده في الكونجرس، أعلن تأييده لهاريس ايضا. وتابع التقرير ان تشارلي دنت لم يكن موجودا في الكونغرس للتصويت على اللجوء الى الحرب في العراق وقتها، الا انه اشاد بـ”التوجه الدولي للانخراط البناء” الذي اتبعه جورج بوش.
وتابع التقرير ان النائبين السابقين كينزينغر ودنت أيدا حرب الرئيس السابق باراك أوباما لتغيير النظام في ليبيا، من خلال دورهما داخل الحزب الجمهوري، ما يعكس التداخل الخطير بين الصقورية المتهورة، وبين دعم هاريس الآن.
وفي سياق مشابه، قال التقرير ان جنرالات خاضوا حرب العراق ودافعوا عنها ينشطون بشكل رئيسي الآن دعما لهاريس.
وتابع قائلا إن كبير موظفي الرئيس السابق دونالد ترامب، جون كيلي، يقوم بتحذير الناخبين من أن ترامب يشكل تهديدا للديمقراطية، تماما كما يعتقد أن غزو العراق كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، مذكرا بتصريح له بعد مرور 10 سنوات على الغزو عندما قال “لقد ذهبنا الى هناك للسبب الصحيح.خضنا الحرب بشرف. ومثلما هي جيدة بالنسبة للعراق، فإن سيظل أفضل مما كان عليه في عهد صدام”.
وبالنسبة لقائد هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال الجنرال ستانلي ماكريستال، قال التقرير إنه كتب مقالا افتتاحيا في “نيويورك تايمز” مؤخرا أظهر فيه ثقة مشابهة لثقته بنهاية العمليات العسكرية الرئيسية بعد 3 أسابيع على بدء حرب العراق، اذ كتب قائلا ان “بعض القرارات التي لها عواقب العميقة تكون بسيطة للغاية. هكذا ارى انتخاباتنا الرئاسية المقبلة. ولهذا السبب ادليت بالفعل بصوتي لاختيار الشخصية، وصوتت لنائب الرئيس كامالا هاريس”.
واشار التقرير ايضا الى جيمس كلابر الذي كان رئيسا للمخابرات في عهد بوش، والذي ظل يصر على ان صدام حسين يمتلك اسلحة الدمار الشامل، مما يستدعي اتخاذ إجراءات متطرفة من قبل الولايات المتحدة، يقول الان ان ترامب يشكل تهديدا خطيرا، مما يستدعي التصويت لصالح كامالا هاريس.
وذكر التقرير ان كتاب المقالات الافتتاحية في الصحف الامريكية ممن هللوا لحرب العراق اكثر من غيرهم، يقفون الان خلف هاريس، ومن بينهم غولدبرغ، وابلباوم، وفريدمان، وجوناثان تشيت، وديفيد ريمنيك، وهم من تيار الصقور البارزين حول العراق، والان يبدون متفائلين بالمرشحة كامالا هاريس، على الرغم من ان العديد منهم اقر لاحقا بأنهم كانوا مخطئين بتقييمهم لقرار حرب العراق.
وبحسب التقرير فإن المجمع الصناعي العسكري، يظهر دعمه لهاريس أيضا، حيث تشير التقديرات إلى أن قطاع الصناعة العسكرية يؤيد هاريس بنسبة 2 الى 1 على ترامب، وان مساهماتهم المالية لصالح حملة هاريس جمعت 2.4 مليون دولار، مقارنة بـ 1.1 مليون دولار لترامب.
وختم التقرير قائلا انه “قبل 20 عاما، فاز من نصبوا أنفسهم مدافعين عن الديمقراطية في عالم السياسة الاميركية، ثم أظهر مشروعهم فشلا ذريعا”، منتقدا احتمال ان يتم الترحيب بهؤلاء الذين سينتخبون هاريس رئيسة، كأنهم “محررون”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط