تخلى عن إقطاعيته و ممتلكاته محتفظا بروبل واحد فقط !
بقلم مهدي قاسم
حينما ضاق ليف تولستوي ذرعا بالحياة الأرستقراطية الباذخة التي لم يكن يستهويها قطعا ، فقر مغادرتها إلى حياة بساطة و زهد تصل لحد العوز ، مرتديا ثيابا رثة ،تشبه ثياب المشردين و الشحاذين .
ولكن قبل أن يغادر منزله الفخم حرر عبيده من الموجيك و وزّع أمواله وممتلكاته عليهم وعلى فقراء آخرين ، الأمر الذي أثار استياء وسخط زوجته الكونتيسة صوفيا أندريفيا برز..
و ذات مرة ، وهو في ملابسه الرثة تلك واقفا عند رصيف إحدى المحطات ، نادت عليه إحدى السيدات طالبة منه أن ينجز لها عملا ما ، ثم نقدته روبلا واحدا ، وفي اثناء ذلك تعرّف بعض المسافرين على ” الكونت ” و الكاتب الكبير تولستوي وتجمعوا حوله ، فعندما عرفت السيدة من هو ، اعتذرت منه بخجل طالبة إرجاع الروبل ، غير أن تولستوي رفض إعادة” المبلغ ” قائلا بابتسامة لطيفة :
ـــ إنه اكتسب المبلغ عن جدارة و استحقاق مقابل جهد قام به !..