بقلم : سري القدوة
الاثنين 4 تشرين الثاني / نوفمبر 2024.
ما بين وعد بلفور المشؤوم وحرب الإبادة الإسرائيلية 107 أعوام والذي يصادف في الثاني من تشرين الثاني حيث منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وشكل إعلان بلفور الخطوة الأولى نحو إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب فلسطين المتجذر والمتمسك في هذه الأرض منذ آلاف السنين .
الشعب الفلسطيني مازال يتعرض للظلم بعد القرار الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور ووعده بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية وهو الوعد الباطل الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق حيث تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني وتعرضه لجريمة تطهير عرقي بتشريده من وطنه وتجريده من ممتلكاته وتدمير قراه ومدنه واستمرار حرمانه من كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف التي كفلتها له كافة الأعراف والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس .
وعد بلفور المشؤوم شكل مظلمة تاريخية للشعب الفلسطيني والتي ما زالت آثارها مستمرة من خلال الاستيطان والنهب والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتقويض القرارات الدولية التي دعت إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضمان عودة اللاجئين إلى أراضيهم، وما زال الشعب الفلسطيني يتعرض لمختلف أشكال العدوان ويتصاعد هذا العدوان مع إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة حرب الإبادة الجماعية في اكبر مذابح شهدها التاريخ بعد الحرب العالمية الأولي حيث يتواصل ارتكاب الجرائم في تنكر فاضح لجميع القرارات الدولية التي اعترفت بحقوقه وإقامة دولته على أرضه .
وعد بلفور سيبقى جرحا غائرا بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن تتجدد بذكراها مشاعر الألم وتنبعث إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء معاناته واستعادته لكافة حقوقه المشروعة الثابتة في أرضه ووطنه بتقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية .
مواصلة حرب الإبادة الجماعية واستمرار الاحتلال في انتهاكاته وممارساته وسياساته العنصرية وإرهاب الدولة المنظم الذي تقوم به سلطات الاحتلال العسكري بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وهدم بيوت ومصادرة الأراضي والاستيطان وغيرها من الانتهاكات التي تعمل من خلالها على ممارسة اكبر حملة من العدوان على الأرض والشعب الفلسطيني والسرقة والتزوير وتعمل على إضفاء صفة قانونية ومحاولة شرعنة هذه الجرائم عبر سلسلة من القوانين العنصرية مثل ما يسمى بـقانون القومية وإقرار قانون منع عمل وكالة الغوث الدولية حيث يتم تكريس دولة الأبارتهايد وهي كلها نِتاج للتطرف العنصري الإسرائيلي الرافض للقرارات الدولية .
بات على المجتمع الدولي وضع حد لحرب التدمير الشاملة وإنهاء كل تداعيات وعد بلفور ووضع حد لمخطط حكومة التطرف القائمة على استمرار الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وفرض واقع الاحتلال الجديد عليها ويجب على مجلس الأمن القيام بمسؤولياته ووضع حد لهذا العدوان والحرب على قطاع غزة وإعلان وقف إطلاق النار .
من المهم والضروري العمل على أعادة التصحيح لكارثة وعد بلفور المشؤوم ويجب استمرار الضغوطات والمواقف الدولية لإنصاف الشعب الفلسطيني وتصحيح الخطأ التاريخي ووضع حد لانحياز بعض الدول المتحكمة بالقرار الدولي لدولة الاحتلال ووضع حد لهذه السياسات التي تتناقض مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط