فضيحة سفراء العراق الصداميون: منافقون في القرآن الكريم (ح 6)

الدكتور فاضل حسن شريف

تكملة للحلقات السابقة قال الله تعالى عن المنافقين والنفاق “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” ﴿التوبة 73﴾ وَالْمُنَافِقِينَ: وَ حرف عطف، الْ اداة تعريف، مُنَافِقِينَ اسم. يا أيها النبي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين البعثيين باللسان والحجة، واشدد على كلا الفريقين، ومقرُّهم جهنم، وبئس المصير مصيرهم. قوله عز اسمه “وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ” ﴿العنكبوت 11﴾ وليعلمنَّ الله علمًا ظاهرًا للخلق الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، وليعلمنَّ المنافقين البعثيين، ليميز كل فريق من الآخر. قوله جل جلاله “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا” ﴿الأحزاب 1﴾ وَالمُنَافِقِينَ: هم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر كما هو حال البعثيين. وَلا تُطِعِ الكَافِِرينَ وَالمُنَافِقِينَ: لا تسمع منهم ولا تستشرهم. يا أيها النبي دُم على تقوى الله بالعمل بأوامره واجتناب محارمه، وليقتد بك المؤمنون، لأنهم أحوج إلى ذلك منك، ولا تطع الكافرين وأهل النفاق مثل البعثيين. إن الله كان عليمًا بكل شيء، حكيمًا في خلقه وأمره وتدبيره. قوله سبحانه “لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا” ﴿الأحزاب 24﴾ ليثيب الله أهل الصدق بسبب صدقهم وبلائهم وهم المؤمنون، ويعذب المنافقين البعثيين إن شاء تعذيبهم، بأن لا يوفقهم للتوبة النصوح قبل الموت، فيموتوا على الكفر البعثي، فيستوجبوا النار، أو يتوب عليهم بأن يوفقهم للتوبة والإنابة، إن الله كان غفورًا لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا، رحيمًا بهم، حيث وفقهم للتوبة النصوح. فعلى البعثي التوبة قبل فوات الأوان.

قال الله تعالى عن المنافقين والنفاق “وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا” ﴿الأحزاب 48﴾ ولا تطع أيها الرسول قول كافر أو منافق كالبعثي واترك أذاهم، ولا يمنعك ذلك من تبليغ الرسالة، وثق بالله في كل أمورك واعتمد عليه، فإنه يكفيك ما أهمَّك من كل أمور الدنيا والآخرة. قوله عز وعلا “لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا” ﴿الأحزاب 60﴾ لئن لم يكفَّ الذين يضمرون الكفر البعثي ويظهرون الإيمان والذين في قلوبهم شك وريبة، والذين ينشرون الأخبار الكاذبة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبائحهم وشرورهم كما يفعل البعثيون في المدن العراقية، لنسلِّطنَّك عليهم، ثم لا يسكنون معك فيها إلا زمنًا قليلا. مطرودين من رحمة الله، في أي مكان وُجِدوا فيه أُسِروا وقُتِّلوا تقتيلا ما داموا مقيمين على النفاق ونشر الأخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد كما هم البعثيين المكذبين أصحاب الفتنة بين العراقيين في الوقت الحالي. قوله جل جلاله “لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” ﴿الأحزاب 73﴾ ﴿وحمل الإنسان الأمانة﴾ ليعذب الله المنافقين مثل البعثيين الذين يُظهرون الإسلام ويُخفون الكفر، والمنافقات البعثيات، والمشركين في عبادة الله غيره كالذين يعبدون صدام وأفكاره، والمشركات، ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات بستر ذنوبهم وترك عقابهم. وكان الله غفورًا للتائبين من عباده، رحيمًا بهم. فعلى أصحاب الفكر البعثي التوبة الى الله سبحانه. قوله سبحانه “وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” ﴿الفتح 6﴾ ويعذب الله المنافقين والمنافقات مثل البعثيين والبعثيات والمشركين والمشركات الذين يظنون ظنًا سيئًا بالله أنه لن ينصر نبيه والمؤمنين معه على أعدائهم، ولن يُظهر دينه، فعلى هؤلاء البعثيين تدور دائرة العذاب وكل ما يسوءهم، وغضب الله عليهم، وطردهم من رحمته، وأعدَّ لهم نار جهنم، وساءت منزلا يصيرون إليه.

عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله عز وعلا “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ” ﴿المنافقون 1﴾ أضمروا الكفر باللَّه، والعداء لنبيه الكريم، وأظهروا الحب والايمان به وبرسالته “واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ”. المراد بشهادة اللَّه علمه تعالى، والمعنى ان المنافقين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، واللَّه يعلم ما يسرون وما يعلنون، وهولهم بالمرصاد، وأيضا النبي يعلم حقيقتهم، ولكنه مأمور أن يعاملهم بالظاهر لا بالواقع، قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللَّه). وأبلغ ما قرأت في الفرق بين المؤمن والمنافق قول الإمام علي عليه السلام: (لسان المؤمن من وراء قلبه، وقلب المنافق من وراء لسانه). أي ان لسان المؤمن تابع لقلبه، فلا يقول إلا ما يعتقد، أما المنافق فقلبه تابع للسانه، ولسانه يدور مع أهوائه وأغراضه. ونتيجة ذلك ان المنافق لا قلب له إلا الهوى والغرض.

جاء في موقع كتابات في الميزان عن سموم البعث وبقايا شخوصه للكاتب سالم مشكور بتأريخ 2024 / 09 / 05: نعم، ضحايا حزب البعض باتوا متهمين، ومعارضة ذلك الحزب باتت مادة ادانة وتشكيك بالوطنية، وفي كل ذكرى سنوية لإحدى جرائم حكم ذلك الحزب وحروبه الحمقاء، تتحرك الصفحات العلنية والمزيفة بشن حملة مضادة، للدفاع عن المجرمين وتبرير فعلتهم وإدانة الضحايا. بعض السياسيين من المحسوبين على الضحايا لم يفكروا في توثيق جرائم الحكم السابق، بل انشغلوا بالمواقع وصراع النفوذ، وجديدهم، الدخول في صفقات أعمال أو فساد مع سياسيين محسوبين على النظام المباد، فطمست تلك الجرائم لأجل المصالح الشخصية، فبات السجين المعذب سابقاً مستبعداً أو محجوراً عليه في دائرته، فيما البعثي أو ابنه يصول ويجول ويجري تعيينه دبلوماسيا ممثلا للعراق في عواصم العالم. كل البلدان التي تخرج من حكم دكتاتوري متوحش، تقوم بتوثيق ممارساته عبر متحف وكتب وأفلام ومسلسلات، ليس للبقاء في الماضي، انما لتحصين الأجيال المقبلة ضد تكرار تلك الممارسات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here