العدالة الإلهية!!

أول مرة تعرفت على هذه العبارة عندما كنت في المرحلة المتوسطة , حينما دخل مدرسنا في اللغة العربية متأبطا كتاب “عدالة السماء” لمحمود شيت خطاب.
وبدأ يحدثنا عن إعجابه بقصص الكتاب الواقعية , التي تشير إلى ميزان العدالة الإلهية , وخلاصته مَن ظلم ينال جزاءه حتما مهما توهم بغير ذلك.
وأخذ يقرأ لنا بعضا من قصص الكتاب , وكانت الحصة تسمى الإنشاء , أي الكتابة , وما تعلمنا فيها كيف نكتب.
ومرت الأيام ومفهوم العدالة الإلهية يتجسد بأحداث متكررة على جميع المستويات , فإن ظلمتَ فنتائج ظلمك قادمة إليك , وإن قتلت ستقتل , ومثل ما فعلته بغيرك سيفعل بكَ مهما تصورتَ غير ذلك.
ولو تأملنا ما جرى للذين أطاحوا بالحكم الملكي وما آلت إليه مصائرهم لإعتبرنا , وآخر الحكام حصل له ما فعله بالآخرين , وكانت نهايته بعيدة عن أي تصور أو خيال.
وما يدور من مآثم وخطايا , سينال أصحابها مثلها وأقسى , لأن ميزان العدالة الإلهية لا يخطيئ ودقيق , ويمنح فرصة تلد أخرى حتى يوم الحساب الشديد.
ولا بد من القول وبيقين راسخ , أن لا أحد سينجو من حكم العدالة الإلهية مهما توهم , فأن الحق والعدل يثأران وسينال الظالمون جزاءهم , والمراؤون والمضللون والمخادعون والآخذون بالأبرياء إلى مصير مشؤوم.
ولن يفلت منها مَن أجرمَ وأظلم , من الذين يمتطون الدين لتحقيق مآربهم المرهونة بإرادة أمّارة السوء الفاعلة فيهم.
وإن القادر القدير يمهل ولا يهمل , وسيجرف الآثمين بالخزي المهين!!
“ألا كل شيئ ما خلا الله باطلٌ…وكل نعيمٍ لا محالة زائل”!!
د-صادق السامرائي
25\1\2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here