علاء كرم الله
تحرص كل دول العالم على بناء الأنسان قبل بناء أي شيء آخر، لأن الأنسان هو رأس المال الحقيقي، وذلك بتوفير العيش الكريم له ، من خلال تأمين كل حقوقه الأنسانية والأجتماعية وضمان التعليم والصحة ، وأية ضمانات أخرى تقرها الشرائع السماوية والوضعية ، والأهم في كل ذلك هو أن تشعره بالحرية والأمن والأمان داخل وطنه ، من خلال وجود القوانين التي تحميه كأنسان ومواطن أبن هذا البلد وله الأولوية بالدرجة الأولى في كل الحقوق ، أن كل هذه الحقوق والضمانات التي أوردنا ذكرها هي التي تبنيه كأنسان وتغرس فيه الروح الوطنية ومحبة الوطن والأنتماء له ، وهذا ما تعمل عليه غالبية الدول الغربية والأوربية وعدد من الدول الخليجية! . ومن الطبيعي أن للتعليم الدور الرئيسي والأساس في بناء الأنسان وتشذيب سلوكه وتربيته وتنشأته النشأة الصالحة ، وأذا أستثنينا حركة الأعمار والبناء التي يشهدها العراق منذ سنتين والتي يقودها رئيس الحكومة الحالي ، فأن كل الحكومات التي قادت البلاد من بعد الأحتلال أهملت بناء وأعمار أي شيء في العراق وتركته للخراب والدمار حتى أوصلته الى ما هو عليه من حال بائس!! ، وطالما أعترف الكثير من المسؤولين بذلك عبر الفضائيات واللقاءات والندوات والحوارات! . ولأن الأزمات والمشاكل تتراكم وتزداد في حال عدم وجود حلول لها ، فالأهمال الواضح في عدم بناء المدارس على مدى العشرين سنة اللي مضت في عموم العراق ولا حتى ترميم المدارس القديمة! ، أدى الى أن تصبح واحدة من أهم المشاكل والأزمات وأخطرها! لأن عدم وجود المدارس بالشكل الكافي والمطلوب يؤدي الى نشر الأمية في المجتمع وتجهيله وهذا ما يريده أعدادء العراق! ، وملف وزارة التربية وما فيه من كوارث ، منذ تشكيل أول حكومة في 2005 يعرفه القاصي والداني!! . وفي أحصائية نشرت على موقع اليوتيوب عن موضوع المدارس وأعدادها في العراق وكم يحتاج لبناء مدارس جديدة (( أشارت الأحصائية الى أن العراق يحتاج الى بناء ( 8578) مدرسة جديدة لجميع المراحل التعليمية!! ، وأوضحت الأحصائية الى أن عدد المدارس الموجودة حاليا لكل المراحل الدراسية هي(16000) ألف مدرسة ، يتوزع عليها 10 ملايين طالب!! ، وأن ( 106) من هذه المدارس آيلة للسقوط أو مبنية من الطين أو على شكل كرافانات!! ، وأضافت الأحصائية أن 5% من هذه المدارس أي بواقع ( 800) مدرسة تحتاج الى أعادة تأهيل أو إعادة بناء بالكامل!! ، وأخذت الأحصائية في الحسبان الزيادة في عدد السكان والتي بالضرورة تحتاج الى زيادة في بناء أعداد جديدة من المدارس)). الى هنا أنتهت الأحصائية . نقول أن المواطن العراقي حفظ عن ظهر قلب تصريحات المسؤولين والنواب المتكررة في كل عام!! عن موضوع الأكتظاظ في المدارس وأسبابه والذي وصل الى أن يكون عدد التلاميذ في الصف الواحد 80 تلميذ أو أكثر!! وكذلك عن أزدواجية الدوام في الكثير من المدارس وبعضها وصل الى ثلاثية الدوام! ، وأن صور ومشاهدات أزمة المدارس وأزدحام الصفوف وأختناقها بالتلاميذ مطبوعة في رؤوس العراقيين! ، لأنهم يشاهدونها عبر الفضائيات وبقية وسائل الأعلام منذ عشرين عاما ولحد الآن!! . أرى ومن وجهة نظري أن الموضوع في أهمال المدارس بقدر تعلقه بالفساد وهذا معروف والطبقة السياسية هي من تعترف بذلك! ، ألا أني وفي آحايين كثيرة أشعر وكأن هناك سياسة ممنهجة من قبل المحتل لتجهيل هذا الشعب ونشر الأمية وتدمير الأنسان فيه!! ، جاء في الحديث القدسي الشريف (الأنسان بنيان الله ، ملعون من دمره) . وهنا نسأل : لماذا لم يضع دولة رئيس الوزراء موضوع بناء المدارس بالأعتبار الأول ويوليها أهتماما خاصا في ثورة البناء والأعمار التي يقودها والتي يشهد لها العدو! قبل الصديق ، بأعتبار المدارس هي من تؤسس لبناء الأنسان وتربيته ونشأته!؟ ، حيث جاء أهتمامه في موضوع بناء المدارس متأخرا!! ، وذلك من خلال مشروع ( أيدوبا) للأبنية المدرسية والذي يقوم به ( مجلس أدارة صندوق العراق للتنمية) ، والذي يتابعه دولة الرئيس شخصيا وييرأس أجتماعات مجلس أدارته دوريا! . أخيرا نقول : أتمنى أن يكتب لهذا المشروع النجاح والتوفيق ، وأن لا يكون مصيره ، كمصير مشروع بناء 1000 مدرسة من قبل شركة (power china ( الصينية!؟ والتي تم التعاقد معها (أبان حكومة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عادل عبد المهدي/ بطريقة النفط مقابل الأعمار والبناء عام 2019 )، حيث نص العقد بأن يزود العراق الصين ب 100 ألف برميل يوميا من النفط ، مقابل أنشاء مستشفيات ومدارس ورياض أطفال والطرق والكهرباء والصرف الصحي وأية خدمات أخرى!، وبالتالي لم تبنى من تلك المدارس سوى 3 مدارس فقط! ولا نعرف أين تلك المدارس؟ ، في حين كان العقد ينص أن يتم بناء ال 1000 مدرسة في ظرف سنتين فقط وبعموم العراق!؟.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط