سامي جواد كاظم
التجديد قصد به مواكبة متغيرات العصر من حيث التشريع الديني ، طرفان ناديا بذلك طرف علماني وطرف ديني ، الطرف العلماني بحكم نواياه لا يؤخذ بقوله وهو بحاجة الى تجديد وليس احكام الدين بحاجة الى تجديد وسبق لنا ان كتبنا عدة مقالات نرد بها على ما يدعوه .
لكن عندما رجل الدين هو من يطالب بالتجديد باعتباره مطلع على حيثيات الافتاء ودرس في مدارس الاسلام ونخص بالذكر الامامية وحوزاتهم ، هنالك عدة اشكال للتجديد منها تخص الحوزة ونظامها ومناهجها ، ومنها تخص الحكم الشرعي .
فيما يخص تجديد الحكم الشرعي ساستدل بما ذكره مختار الاسدي في كتابه ” ازمة العقل الشيعي ” وحواره مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله بخصوص التجديد وقد اكد الشيخ حصر التجديد بالمعاملات اما العبادات فلا تجديد فيها ، واستشهد بعدة احكام وحتى لا نطيل الكلام اقتصر على ما تحدث به بخصوص الجهاد الكفائي واشكاليته عليه على ان يكون لنا مقالات لاحقة بخصوص النقاط الاخرى التي اثارها .
ذكر في كتاب ” ازمة العقل الشيعي /ص97 ما نصه : فعليه اشكال ( اي الجهاد الكفائي ) وهو : كيف يعرف المسلم انه من جملة من تحصل بهم الكفاية او انه ممن يستغنى عنه ؟ وعلى هذا من هو الذي يجب عليه ان يتدرب على القتال وفنونه ويتعلم الخبرات اللازمة للحرب ومن الذي يعفى منه ؟ ان الفحص الدقيق للخطاب ـ والكلام لشمس الدين طبعا ـ ولطبيعة هذا الواجب وعلاقته بالمجتمع يكشف عن ان المكلف هو الامة وهي تنفذ تكاليفها وعليه هنا نسال لماذا اذا امتثل البعض سقط عن الكل ؟ لماذا يسقط عن الكل ؟ واذا عصى البعض يعاقب الكل ؟ ونسال لماذا يعاقب الكل ؟ الجواب : يعاقب الكل لان الكل مكلف ليس المائة فرد او المائتين وانما المجموع الكلي هو المكلف… انتهى
طبعا لا يقارن علمنا بعلم الشيخ شمس الدين ، ولكن من اشكاله هذا تتبادر الى الذهن بعض الحيثيات التي لم تؤخذ بنظر الاعتبار الا وهي ان الامة التي ذكرها ليست الامة الاسلامية كما كانت سابقا بل امة البلد الذي وضع له حدود وحكومة ودستور ، وهنا اختلفت المفاهيم عن ما كانت عليه سابقا ايام الامام علي عليه السلام مثلا ، فالامة نعم شعب الدولة الاسلامية هي المكلفة بالدفاع عن بلدها والشعب هو مجموعة افراد ، وحتى يكلف بالجهاد اصبح ضمن الحكومة وزارة اسمها وزارة الدفاع حيث اختصاصها الشؤون العسكرية وفيها مجموعتين مطوع ومكلف ، وهذا غير موجود في زمن الخلفاء الراشدين ،نترك المطوع ونتحدث عن المكلف وهذا المكلف خدمته اما الزامية او احتياط والغاية منها تدريب الفرد تدريبا عسكريا وفق مستجدات الادوات العسكرية ، وعندما تشتد الحرب وعدم كفاية عدد المقاتلين يلجا الحاكم الى استدعاء مواليد احتياط ، وهؤلاء هم ما يراه الحاكم العدد الكافي اي انه يعلم الفرد المشمول بالقتل عن غير المشمول .
ما حصل في العراق مثلا عندما اصدرت المرجعية فتوى الجهاد الكفائي جعلت الامر باشراف الحكومة حتى ترى من هو القادر على القتال وكم هو العدد وماهي الصنوف المطلوبة ، ربط الكفاية بالحكومة لانها مركزية وهي تعلم باحتياجات القتال .
وفي حالة عدم التزام الفرد بالجهاد الكفائي يعاقب الكل فالعقوبة تكون هي هجوم الاعداء عليهم وعدم الدفاع عن انفسهم وهذا يكفيهم هوان وخذلان فيصبحون محل مساءلة كما هو الحال عندما انتقم الله عز وجل من احدى الاقوام السابقة فقيل كيف اخذ المسلم بالكافر فكان الجواب هو عدم مواجهة المسلم للكافر .
يعني الجهاد الكفائي باشراف الدولة لمعرفة العدد وكفاءتهم ، باستثناء ايران لان حكومتهم يراسها ولي الفقيه وهو ادرى بكيفية التعامل مع هذا الحكم . تختلف المسميات نعم لكن القصد واحد يعني استدعاء مواليد معينة يعني جهاد كفائي استدعاء كل المواليد يعني جهاد عيني .
والله العالم واعتذر عن التقصير وراي مردود عليّ
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط