محمد حسين المياحي
لم يکن هناك من عهد بالغ السوء مر على ايران والمنطقة وحتى العالم، کما کان الحال منذ تأسيس النظام الاستبدادي الحالي في إيران والذي صار نذير شٶم وبلاء على الشعب الايراني وشعوب المنطقة على حد سواء حيث جلب معه الموت والدمار والفوضى وکل ما يهدد السلام والامن والاستقرار، ولاسيما بعد أن صارت مسألة إثارة الحروب والازمات، مرتکز بقاء لهذا النظام ورأس حربة إبتزاز لبلدان المنطقة والعالم.
هذا النظام الذي تجاوز کل الحدود في ممارساته القمعية الاجرامية الفظيعة بحق الشعب الايراني مثلما تماهى کثيرا في مواجهة المعارضة الوطنية الديمقراطية المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق ولم يکتف بالمجازر التي قام بها ضدها في إيران والتي کان من أبرزها مجزرة إبادة 30 ألف سجين سياسي أکثر من 90% منهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق، بل قام أيضا بتنفيذ عمليات إرهابية ضدهم في بلدان العالم المختلفة، وبلغ المنطق الاستبدادي والرافض للآخر بهذا النظام إنه ربط علاقاته السياسية والاقتصادية مع بلدان العالم بعدم إقامة علاقة مع مجاهدي خلق.
هذا الترکيز الملفت للنظر على المنظمة في داخل وخارج ايران إن دل على شئ، فإنما يدل على تخوفه منها ومن إنها تمثل وبصورة عملية معارضة حقيقية لها جذورها في العمق الايراني وتشکل ليس هاجسا وإنما کابوسا للنظام ولاسيما وإنها مهدت وقادت الانتفاضات الشعبية التي إندلعت بوجه النظام ودعت وتدعو وتعمل لإسقاط النظام بإعتباره الحل الحاسم لمعظم مشاکل الشعب الايراني ونهاية حاسمة لتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة والعالم.
شعوب وبلدان المنطقة التي لاقت وعانت من الکثير من الاوضاع السلبية غير المسبوقة والتي لم يسبق وإن شهدت مثلها قبل تأسيس هذا النظام بسبب من سياساته وتدخلاته السافرة في الشٶون الداخلية، صارت تعلم جيدا بأن هکذا أوضاع سلبية سوف تستمر طالما بقي هذا النظام في الحکم، وإن السبيل الوحيد لکي تنعم المنطقة بالهدوء ويستتب الامن والسلام فيها يکمن في رحيل هذا النظام عن الحکم، والملفت للنظر هنا إنه ليس هناك من معارضة وطنية إيرانية تعمل وبصورة جدية ومنذ أکثر من أربعة عقود على إسقاط النظام مثلما فعلت وتفعل منظمة مجاهدي خلق التي تدعو لعهد جديد يکفل الحرية والديمقراطية للشعب الايراني ويسدل الستار على الدکتاتورية سواءا الملکية منها أو الدينية في إيران والى الابد، وإن الجمهورية الديمقراطية التي تدعو إليها وتلقى تإييدا واسعا النطاق من جانب الشعب الايراني والمجتمع الدولي، يعتبر البداية التي تبعث على الامل لإيران الغد، إيران البديل الديمقراطي الذي سيٶسس لعهد جديد تنعم فيه إيران والمنطقة بالسلام والامن.