من لا يملكون دقه في الملاحظة ، ومن لا يمكنهم رؤية الاشياء قبل حدوثها ، لا يمكنهم التميز بين الجيد والمفيد، ولا بين الشر والخير ، فمثل هؤلاء تنقصهم الفطنة والحكم الصحيح ، فالاشخاص لديهم كلهم متساوونوكلهم يقوم بنفس الادوار والمهمات . وكل ما يحدث بنظرهم هو مجرد حادث عارض ولا دخل لهؤلاء به. ويعجبون حينما يرون البعض يتحمس لهذا أو ذاك من الاشخاص أو القادة فبنظرهم ذلك حماس غير مجديوسوء تفاهم . فلديهم أن لا فرق بين ترامب وكمالا هارس ، فكلاهما متشابهان ولا وجود لفروق بينهما، فهمايخدمون نفس الغاية والهدف الذي هو النظام الراسمالي ! فهذا التشابه الظاهري ، والسطحي هو كل مايستطيع استنتاج منهم . ولو نحن توقفنا عند هذا الحد من الفهم نكون قد لغينا لفارق بين الشخصيةالمميزة ، وعديمة الاصالة وزلنا الفارق العظيم بين الشخصية الفعالة والخاملة . ولا نريد ، هنا أن نركز علىما يخدمان ، فهذا ليس موضوع نقاش ، لانهما ، بالتأكيد جزء من النظام وهو خارج اهتماهم اصلاح أوتغيره ، وبعيد عن قدرتهم ، وجزء من بنية الدستور ، وليس من مهمتهم تغيره ، وبعيد عن حساباتهم . ومايهمنا هنا ، هو الفارق بين شخصياتهم ، وما يمكن القيام به في ظل وجود هذا النظام ومن داخله . فهماليس متشابهان ولا يمكن لاحدهما أن يستبدل في الاخر . فهناك فارق نوعي بينهم سلوكهم وتوجهم وفنأدارة المشاكل . فترامب ، لا يمكن مقارنه بكمال هارس بأي شكل من الاشكال ، لأنه كمال هارس ، خلال فترةحكم بايدن ، والتي كانت نائبه له ، لم تبدي أي استقلالية عنه ، في كثير من المواقف التي تحتاج ذلكخصوص في حرب غزة ، وندافع بادين وراء نتياهو ، واكتفت بأن تكون مجرد عكاز لبايدن تقيه من العثراتالتي كان يتخبط بها اثناء سيره . ولم يبد عليها أنها ستكون مستقلة عن توجهات الزمرة التي تحرك بادين ،فقد أريد منها أن تكون المتممة لمسيرته فقط . وهكذا ، يبدو قد فهمها الناس . في حين أننا نجد ترامب أبد فيكثير من المواقف نزعة مستقلة عن أي أداة خفيه تحركه ، كما يظهر عادة على الروؤساء الامريكان . فمن خلالمسيرة وحكم عدد من هؤلاء الرؤوساء من تبين للكل بأن هؤلاء الروؤساء لا يتصرفون بحرية ، وأن قرارتهم ،ليس في كل المواقف نتجة اجتهادات شخصية وترجع لحكمتهم في أدارة الازمات . بينما نرى ترامب أنه أولرئيس يبحث عن هذه الاستقلالية فيي الحقبة المعاصرة ، لكونه ، يريد أن يغير نهج الولايات المتحدة الذيعفى عليه الزمان وبات يفقدها الكثير من الاصدقاء والمواقع ، فأكثر ما عانته أمريكا في وقتنا الحاليه هيكون أمريكا لا تملك رئيس مستقل ويفكر وفق لظروف الحالية ، وأنما تجد دائما تابع لما كانت عليه سياسةالسابقين عليه ، ولما وضع لهم لكي يسيرو عليه ، بدون اجتهاد وبعيد عما سن وعما يملئ عليهم . لذا كانترامب صدمة ومشكلة كبيرة إلى الادارة الامريكيه ، لكونه ينشد الاستقلال ولحرية ، في أدارة البلاد بعيداً عنإملاء داخلي . لقد وصلت أمريكا لمرحلة الاحتقان والانفجار ، في فترتنا الحالية وباتت الارض التي تقفعليها تهتز ، لا عن ضعف داخلي وأنما عن سوء أدارة ، وضعف في معرفة الطريق الصحيح في أدارة الازمات. فهي تحتاج اليوم لشخصية جديدة ، ورح جديدة ، ورئيس جديد يختلف عن كل ما سبقه ، ومن سوء الحظ، كانت فترة رئاسته السابقه ضحية تأمر الديمقراطين الذين لم يتركوا له المجال ليقوم بأي عمل جدي، وشغلوه بالدعاوي والاتهامات الزائفه . وهو اليوم ، عليه أن يكون ، ويجب أن يكون شخص اخر ، ولا يسمحإليهم أن ينغصوا عليه حكمه ويضعوا في وجه العراقيل ، فلا بد تغير أدارة الازمات بطريقه جديدة ، ولنتكون هناك أمريكا جديدة ، كما وعد ، وامريكا في عصرها الذهبي ، ما لم يغير نهج السياسة الامركية الذيتخلف كثيراً عما اصبح عليه العالم . وسوف تزاد الفجوة بينها وبين العالم وتخسر هيمنتها الاقتصاديةوالسياسية التي هي مؤهلة لها بشكل طبيعي . وأخيراً ، هل يقدر ترامب على تجاوز كل العقبات التي سوفيضعها خصومه في طريقة ليبني أمريكا مختلفة ، عما الالفناه ، ذلك مما سوف يتبن في قادم الايام .
هاني الخطاب
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط