المشكلة المغفولة في مناطقنا الزراعية , فقدان آليات التسويق للمنتجات , فتجدها تتكدس في “العلوة” , ويبوء أصحابها بخيبات وخسارات لا تشجعهم على التواصل في الزراعة , لأنها لا تمنحهم المردود والتحفيز المطلوب للعمل المتطور الخلاق.
ولا تزال ديناميكية التسويق متأخرة وعاطلة وغير مجزية , ففي زمن ” الإقطاع” . كان التسويق متطورا , والمحاصيل تصل إلى بلدان المنطقة , ومدن البلاد بأسرها , أما اليوم فأنها تتكدس في مناطقها , ويكون الفلاح في محنة عدم الربح والشعور بالإحباط.
لا جديد , ولازلت أذكر كيف أن سيارت الحمل الواقفة في “العلوة” تنتظر مَن يشتري حمولتها , ولا من مشتري حتى تغيب الشمس ويحاول أصحابها التخلص منها بأزهد الأثمان , فالفلاح يريد دفع الأجرة وحسب , وفي هذا إمتهان وعدوان وعدم تقدير للجهود المبذولة للحصول على المحصول.
ويبدو أن التسويق الزراعي معطل , والفلاح يحتار ببضاعته , وتأكله همومه وخيبات أمله , ولا يجد مردودا طيبا لما بذله من جهد وعناء لرعاية ما زرع.
إن التسويق بسلاسله المتصلة من أهم النشاطات التي تتأكد في المجتمعات المتقدمة , وأي خلل في سلسلة التسويق تتسبب بتداعيات إقتصادية وخيمة , وفي مجتمعاتنا تسود الأمية التسويقية للمحاصيل الزراعية , لغياب الحرص والرعاية وعدم توفر وسائل النقل الحديثة , وإنتفاء سلاسل التواصل التسويقي بين مدن البلاد وبين البلدان المجاورة.
فللمحاصيل الزراعية أسواقها الآمنة , وعليها أن تصل إلى المستهلك وفقا لدراسات وتوصيات علمية , لتأمين حاجات المواطنين بأسعار مقبولة , أما إنتشار الفوضى التسويقية , فمن شأنه أن يخل بالأمن الغذائي , ويتسبب بأضرارات إقتصادية وخيمة.
فهل تتوفر عندنا شبكة تسويق معاصرة؟!!
“ولا تبخسوا الناس أشياءهم”!!
د-صادق السامرائي
Read our Privacy Policy by clicking here