النهج الأمثل للخلاص


بقلم : العارف الحكيم عزيز الخزرجي
ربما يختلف البعض مع توجهاتنا, لكن التجارب هي التي دفعتنا لتقرير التالي و نحن نحترم كل الآراء المخالفة التي يمكن أن تغنينا عن الفراغات الموجودة, و من شاور العقلاء شاركها في عقولها :

ألمفقود في ثورة الأحرار التي تمثل ثورة الفقراء المستضعفين هي :
أن ثورة الفقراء القائمة منذ أكثر من عقدين و التي تتأجج أحياناً و تخفوا أحياناً أخر؛ تنقصها مسألتان .. بدونهما لا تنجح تلك الثورة بل و ستسبب خسائر فادحة أضافية تنهي البقية الباقية, و هما:

ألأولى: قيادة مركزية ذات رؤية ثاقبة و معروفة تتقدمها شخصيّة تحمل فكراً إنسانيّاً و آدميّاً كشرط للتصدي (1) من بين المؤمنين الثائرين بنهج الصدر الذي خانه آلجميع بل و إستخدم البعض من الاحزاب كآلدعوة و المجلس و العصائب و غيرهم إسمه و نهجه لسرقة أموال و رواتب و حقوق الناس؛ لهذا ما زالت الثورة جماهيريّة عامّة لكنها عشوائية تفتقد الهدف الأسمى و هي العدالة الأجتماعية في الحقوق و الأمتيازات و الفرص, تضم ملايين الفقراء و من كل الطبقات المستضعفة!
و الفقير المستضعف؛ لا يعني الفقر المادي فقط بقدر ما يعني المظلوم المستضعف ألمحاصر؛ المُكَبّل؛ المُقيّد؛ المَنهوب؛ ألمسروق؛ المُشرّد بسبب هيمنة آلمتحاصصين و مليشياتهم الذين يسرقونه وجهاً لوجه و يكذبون بكل صدق و بلا حياء!
إنه – المؤمن المستضعف – الذي يعني بكل وضوح و بساطة ؛ المكثور .. بسبب الاحزاب و الحاكم الكافر العميل ألمحمي بآلقوى الأجنبية و بآلعصائب المرتزقة!!

صدام الجاهل الجبان كان يحكم الناس بعشر أجهزة قمعية لسرقة أموال الناس!
والمتحاصصون اليوم يحكمون الناس بعشر مليشيات قمعية أيضا لسرقة الناس!

ألثانية: شعار مركزي و منهج واضح كدليل و عنوان و هدف مركزي للثورة لضمان تحقيق الهدف المنشود .. و العدالة هي الشعار الأوحد الذي يرضي الخالق و المخلوق السوي .. بعيداً عن ما عن كل ما عرفناه في الحكومات الحزبية و الإئتلافيّة و القوميّة و العنصريّة السابقة, و التي تسبّبت بآلطبقيّة لأبعد الحدود .. بحيث أصبح البعض منهم يملك مئات المليارات بحجج مختلفة .. منها بعنوان أموال حزبية ؛ أو أموال مخزونة لصاحب الزمان(ع) ؛ أو غيرها من الألاعيب و الكذب الذي أصبح عنوان جميع المتحاصصين بلا إستثناء خصوصا المدّعين للدّين!

و الخطوات التفصيليّة للنهضة الثورية الشاملة المنتظرة .. يا إخوتي الثائرين الأكارم بكافة أنواع آلأسلحة .. من القلم و البندقية و جهاد النفس و الوحدة و المعرفة أيّدهم الباري بعناياته و تسديده هو :ـ

أنا – و أعوذ بآلله من الأنا – يُشرّفني قبل كلّ شيئ أن أكون خادماً صغيراً لخدمتكم و آلشعب .. لحلّ مشكلة العراق المعقدة – المستعصية و بنائه من قرب و من جديد على أسس علمية رصينة, لكن المرض العضال الذي طالت صداقتهُ لي؛ قد حال بيني و بينكم و لا يسعني آلآن سوى الكتابة و التنظير الفلسفيّ لتقرير (المناهج الكونيّة) كختام للفلسفة وما توصلت إليه من رؤى كونية لبيان (الفلسفة الكونية العزيزية) التي ختمنا بها الفلسفة في العالم لتخليصه من الفوضى و النفاق.

لذلك عليكم إنتخاب القائد من بين المتظاهرين الفقراء بإشراف اللجان التنظيمية للجماهير كصمامات أمان يشرف عليها الجهاز المرجعي بقيادة السيد العلي السيستاني حفظه الله لتقويم المسيرة, في بغداد والمحافظات و المدن العراقية, لكن لا كآلخونة السابقين من ثوار تشرين الذين تركوا الثورة لمجرد ما ذاقوا عسل الخضراء من أول لقمة حرام عن طريق الرواتب الحرام, و لا أعلم بنفسي بآلضبط الشخصية المناسبة الآن للتصدي بعد ما رأيت النفاق حتى ممّن كان يدّعي الدّين والدعوة و الولاية و نصرة الفقراء و صلاة الليل ووو .. لكنيّ أعتقد و الله الأعلم بأن ممثل المرجعية العليا هو خير إنسان ضامن للقيادة في الفترة الأنتقالية هذه, لحين حلول إنتخابات شرعية و عادلة و نزيهة بعيدة عن الأحزاب و المحاصصة و الإئتلافات و ما شاكل ذلك …
[…و لو كنتُ أعلم الغيب لإستكثرتُ من الخير و ما مسّني السوء إن أنا إلا نذير و بشير لقوم يؤمنون(ألأعراف/188)].
و الحقيقة كيفما تكونوا يُولَّ عليكم, و كما كان هذا الامر الواقع للآن, حين صفق المرتزقة للرموز الفاسدة من أجل الرواتب.

و لعل تأسيس موقع إعلاميّ موحّد يكون الشرط ألأوّل و الوحيد المطلوب الذي يجب أن يتّصف به (القائد) ليعرض أفكاره و نظراته حول الحقوق و الحضارة بوضوح و يعيش كأيّ مواطن آخر لكونه صاحب فلسفة و يحمل الفكر الكونيّ الضامن للعدالة و المساواة بعيدا عن الطبقية و الفوارق الحقوقية و الوظيفية الكبيرة الشائعة الآن للأسف و كأنها مسألة عادية بل و طبيعية ..

بإختصار .. العراق بحاجة إلى مفكّر أو (فيلسوف) له رؤية كونية إن وجد .. مُتواضع و مؤمن بآلقيم و الوجود و التّقوى و العدالة في الأمتيازات و الحقوق لقيادة المسيرة و هذا الأصل لا يتجسد إلا في المرجع الأعلى حالياً , لأن فقدانه سيكون السبب الأساسي لأنتشار الظلم, لتسببه بفشل ألرئاسات والقضاء و الحكومات و البرلمانات التي تعاقبت بآلتحاصص من قيادات الأحزاب و الكتل العراقية الفاقدة للتقوى و للفكر و المنهج الأمثل بكل مسمّياتها و مدّعياتها, في عراق اليوم قبل و بعد 2003م و لليوم و السبب يعود للمنابع الثقافية و العقائدية التي شربوا منها و تثقّفوا عليها فأنتجت طبقات أقل ما يقال عنها بأنها فاسدة!؟

ثمّ إنتبهوا بعد هذا للتالي:

من أجل آلخلاص والنجاة من الحرب و المحن المحدقة بآلعراق على كلّ صعيد بسبب الفاسدين المتحاصصين الذين كان همّهم الأوّل و الرئيسي للآن جيوبهم و قصورهم و من يحيط بهم فتسبّبوا بتدمير و نهب أكثر من ترليونيّ دولار و نصف و إفساد أخلاق الناس و إخضاع البلاد و العباد لهيمنة آلأجانب, و هذا الشيئ يجب الأنتباه له و آلتّخلص منه و آلبدء عملياً بآلتالي كشرط للخلاص :

(أكتبوا لافتة كبيرة بطول (نصب الحرية أو أكبر) في الباب الشرقي و في كلّ الساحات المركزية في بغداد و المحافظات و مداخل المدن العراقية كشعار مركزي لثورة الفقراء مفادهُ:

[ثورتنا لإنقاذ العراق لن تنتهي إلّا بإرجاع ترليوني دولار من الأحزاب و الكيانات المتحاصصة التي لا بد من محاكمتهم بكل وسيلة ممكنة كما تمّت محاكمة صدام و قادته الجبناء].

هذا قبل أيّ شيئ و (القضاء العراقيّ) على المحك في تحقيق ذلك بآلتنسيق مع المرجعية الدينية لتقرير المصير, و إنْ فشلوا في حلّ و تطبيق ما أشرنا, فآلخيار الوحيد يكون بتأسيس (محكمة ثوريّة) للأقتصاص منهم حتى لو أدّى إلى إعدام و سجن مليون من الفاسدين ليرتاح بآلمقابل أكثر من 40 مليون عراقي يتعذب اليوم و شعوب الدول المجاورة بسبب قيادات الأحزاب و مرتزقتهم و الزمر المتحاصصة معهم مع القوى المهيمنة التي تمتص دماء الفقراء و تعتبره جهاداً في منهجهم الشيطانيّ!!؟

و هكذا .. تصبح ألمحاكمة ألتأريخيّة للفاسدين من قبل القضاء الذي عليه تحقيق العدالة في نفسها قبل أي شخص أو جهة لتصفية الوضع بدعم و إسناد المرجعية العظمى و ذراعها الضاربة في الحشد الشعبيّ بقيادة اللجنة المركزية مباشرة لا غيرها تمهيداً للأصلاح و الأعمار و ترميم و بناء العراق بشكل صحيح و من جديد بحسب ألأولويات في المشاريع التي حدّدناها سابقاً طبقا للمناهج العلمية.

و بغير ذلك .. فأنّ أيّة دعوة أو عمل أو محاولات للأصلاح و الترميم خصوصاً من قبل الظالمين الذين سرقوا البلاد و العباد خلال أكثر من عقدين ؛ إنما هو إهمال و مماطلة و تخدير للأستمرار بآلفساد و النهب و تقسيم البلد و إخضاعه للأجنبي و تدمير كل شيئ.
و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
ألفيلسوف الكوني و العارف الحكيم/عزيز حميد الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here