محمد حسين المياحي
أصاب النظام الايراني خيبة أمل وإحباط کبيرين من جراء عدم تمکنه من السيطرة على آثار وتداعيات الحرب الاخيرة التي أثارها في المنطقة على أمل أن يخلط الاوراق فيها وينهي النشاطات المعارضة له من قبل الشعب والمقاومة الايرانية، إذ لم تسر الامور کما أراد وتوقع وحتى إنه قد إضطر مرغما للتدخل ولأول مرة بصورة مباشرة في حرب أثارها بالوکالة، ولا يجب أن ننسى بأن النظام الايراني وبعد أن إزدادت الضغوط عليه ووجد نفسه محاصرا في زاوية ضيقة، فقد قام بإرسال وفود الى بلدان المنطقة من أجل مساعدته للخروج سالما من النار التي أشعلها.
في هذا الخضم، وفي ذروة معاناة النظام الايراني من مآلات الاوضاع وتزايد الضغوط عليه من کل جانب، فإن فوز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الامريکية قد أصابته بصدمة شديدة لأنه کان يعول کثيرا على إدارة الرئيس المنصرف، جو بايدن وحتى على کاملا هاريس المرشحة للرئاسة في حال فوزها، لکن خابت آماله وأصبح أهم مکان کان يراهن عليه لإنقاذه من مأزقه العويص الحالي، أکثر مکان معاد ومتربص به شرا!
خوف النظام الايراني يتزايد کثيرا لأنه لايبدو هناك في الافق من إن بإمکانه المطاولة والاستمرار لأربعة أعوام عجاف أخرى في مواجهة سياسة أمريکية حازمة ضده خصوصا وإن أوضاعه في مختلف النواحي على أسوأ مايمکن تصورها، وبالاخص على الصعيد الداخلي، حيث إن آثار وتداعيات إنتفاضة 16 سبتمبر2022، لازالت باقية وحتى إن النظام وخوفا من هذه الآثار والتداعيات وإحتمال أن تٶدي مجددا الى إندلاع إنتفاضة أخرى قام بمغامرته الطائشة في غزة وأشعل نار حرب باتت شررها ولأول مرة في تأريخ إثارته للحروب بالوکالة تصل إليه.
الاوضاع في داخل إيران مهيئة ومناسبة بالکامل لإندلاع الانتفاضة المرتقبة التي تسقط هذا النظام وتلحقه بسلفه نظام الشاه، ولاسيما وإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، المعارضة الرئيسية ضد النظام، قد تمکنت من فرض دورها ومکانتها وتأثيرها في داخل وخارج إيران وحتى صار ينظر إليها بمثابة البديل الوحيد المناسب لهذا النظام، والاهم من ذلك إن هذه المعارضة عملت على الدوام لمواصلة نشاطاتها ضد هذا النظام ولم تراهن على أي تطور کما فعل ويفعل النظام، بل إنها قامت بواجبها الوطني حتى نالت الحظوة والثقة والاعتبار ليس لدى شعبها فحسب وإنما أمام العالم کله، ولذلك فمن المنتظر جدا أن تضاعف هذه المعارضة الوطنية من دورها ونشاطاتها وتتناغم من الاحداث والتطورات الدولية بما يمکن أن يٶدي في النهاية الى إختصار العامل الزمني والتسريع في عملية إسقاط هذا النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية.