مفهوم الأخلاق!!

ما هي الأخلاق سؤال طرحه أحد الحاضرين على عدد من المجتمعين وهم في محتدم نقاش عن الأخلاق وما عرفَ جوابا واضحا لها , فهي في وعيهم ومداركم ضبابية ومحصورة بالعلاقة الجنسية ما بين الذكر والأنثى , فالأخلاق في المفهوم الشائع تتعلق بسلوك الأنثى (الأم , الأخت , الزوجة , والبنت) وحسب.
تقول إحدى الحاضرات لا يهمني أن يذهب إبني مع فتاة لكن إبنتي لا وألف لا!!
وعندما قيل لها لماذا؟
قالت: لا أدري , لكنه سلوك غريزي مزروع فينا!!
وأعاد السؤال: ما هي الأخلاق؟!
وإنفعل الحاضرون , وبعضهم هبّ يسأله أن يجيب , وهو في حالة توتر مشوبة ببعض الغضب.
فمن الواضح أننا نتداول مفاهيم ومصطلحات لا نفهمها , لكننا نتوهم بذلك ولا نقبل التفاهم أو الإصغاء لرأي آخر حولها.
وعندما تتساءل عن السلوك الأخلاقي , يكون الجواب تعبيرا عن الإقران بعفة المرأة وعدم النظر للآخر والخجل , وكأن الموضوع يتعلق بها وحسب , فالأخلاق شأن إنثوي سلوكي , ويُعاد السؤال عن السلوك الأخلاقي في المجتمع بجنسيه , ويكون الجواب صمتا.
وعندما تتساءل هل الأمانة والصدق والإحترام والرحمة والمحبة والتعاون وغيرها أخلاقيات أم لا , تنهض بوجهك التبريرات والتعليلات النافية لها , وعندما تقول الأمانة أن تتكلف بمسؤولية وتصونها وتؤديها بإخلاص , يهبّ بوجهك أدعياء السياسة وذوي الأحزاب المرتزقة ويؤكدون بأن ذلك لا يمت بصلة للأخلاق.
وبعد أن تستمع وتتأمل تكتشف أن الواقع تجتاحه نزعة إبادة الأخلاق والقضاء عليها , لأن الأخلاق ما عادت ذات قيمة ومنفعة , وهي لا تطعم من جوع ولا تؤمّن من خوف , وعلى الناس أن يسقطونها ويتفاعلون بآليات غابية توحشية , لا تمت للإنسانية والروح التآلفية بصلة ذات قيمة ومعنى وحضور نافع.
فهل أن الأمم الأخلاق ما بقيت , أم أن الأمم الأخلاق ما فنيت؟!!
تساؤل عنيد في خضم إحتدام نقاشٍ مثير عن الأخلاق في بلاد الواق واق , وإذا بالمرأة نفسها ترى أن الأخلاق موضوع يخصها وحسب ولا علاقة للرجل به , فالمرأة هي المعيار بسلوكها التعففي الخجول وكذا الأخلاق وحسب!!
د-صادق السامرائي
3\12\2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here