الترسانة الحربية للسيد الصدر في سراديب حي الحنانة في النجف

السيد محمد علي الموسوي

يعتبر حي الحنانة من الأحياء الراقية في النجف الاشرف , وهذا الحي وبعض الاحياء القريبة منه قد منحها رئيس النظام البعثي السابق لمجوع العلماء ورجال الدين في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وهم جميعا يعلمون بهذه الحقيقة المرّة التي لا يريد احدهم الاعتراف بها .
من كوارث الاحتلال الامريكي للعراق انّه جلب للشعب العراقي ثلّة من الأفاقين والقتلة والمجرمين معه لحكم العراق , وقد ذكر هذا بالتفصيل حاكم العراق الامريكي بول بريمر في كتابه ( عامي في العراق ) وقد دعمه في هذا الخصوص كلّ اللصوص والسراق بدء من السيد نوري المالكي الى أحمد الجلبي في قضية خيانة العراق والشعب العراقي لمصلحة دولة الولي الفقيه في ايران , هذه الدولة الارهابية التي لا يتوقف طموحها في ضم العراق الى ايران عن طريق المؤسسة الارهابية الاخرى التي اسسها الحرس الثوري الايراني في العراق المسماة بالحشد الشعبي ؟!
يعتبر السيد مقتدى الصدر واحد من ارفع المعممين سلطة في العراق بعد سماحة ايّة الله العظمى السيد علي السيستاني شعبيا واتباعا, كونه يمثل مرجعية ابيه السيد محمد محمد صادق الصدر التي تأسست في منتصف التسيعنيات الى وقت استشهاد قائدها المؤسس بعد حين , لتنتقل الى ابنه السيد مقتدى الصدر عند الاحتلال الامريكي للعراق , ولا ضير لنا ان قلنا هنا انه ليس للسيد مقتدى الصدر في هذا فضل بقدر فضل عمّه وابيه في تأسيس الحركة الصدرية في العراق وفي المهجر كحزب الدعوة الذي انشق عنه بعد زمن قصير ؟!
لم يستقر وضع السيد مقتدى الصدر منذ ان فرض قضية تقليد المرجع الايراني كاظم الحائري على اتباع ابيه من الصدريين , حيث أخذ مرجعهم الحائري بأصدار فتاوى ظلامية وأجرامية ما انزل الله بها في حكمه او فقهه من سلطان , ولكون السيد مقتدى الصدر غير مجتهد وليس بفقيه لعبت فتاوى المرجع الحائري بالسيد مقتدى كما يقول يزيد بن معاوية :
لعبت هاشم بملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل
حيث تشفى كاظم الحائري من العرب وقادتهم العظماء مثل الامامين الحسن والحسين عليهما السلام , وهما من القادة العظماء بفتح العراق وهزيمة الحكم الساساني الفارسي من العراق .
ليس هنالك مرجع دموي وارهابي قد فعّل اجرامه وارهابه على شعب مسالم ومحب للسلام والفرح والعشق كما فعل هذا المرجع الايراني الدموي كاظم الحائري الى صاحبه محمود الشاهرودي في الشعب العراقي (( الاثنان تتلمذا على مرجعية السيد الشهيد محمد باقر الصدر عمّ السيد مقتدى ولو من بعيد )) وخاصة الشيعة منه , ولنا فيه موضوع خاص في وقت أخر .
نعود للسيد مقتدى الصدر وقضية الصدريين والحرس الثوري الايراني .
في بداية الاحتلال الامريكي للعراق رحب السيد مقتدى الصدر بهم , ووصفهم باولاد السيدة العذراء الى محررين الى العراق الى وضعه في مقام لم يحلم به في حياته أبدا , حيث فرض السيد مقتدى الصدر الاحكام الشرعية في النجف وبعض المحافظات الجنوبية ليكون ولي فقيه أخر على الشيعة في العراق بعد ايران مما استدعى الاحزاب الاسلامية لوقفه مع المرجعيه الدينية الا انه ام يستمع ويصغي لها, لينقلب عليهم بضغظ من الحرس الثوري الايراني ويعلن الانتفاضة عليهم وقت كانت المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف تؤسس الى بناء دولة مدنية في العراق . لقد قتل السيد مقتدى الصدر عبد المجيد الخوئي الى الالاف من الشباب العراقي وهم الى يومنا هذا لم يعترف بهم كشهداء او من اتباع التيار ! عنك الالاف منهم مازالوا في السجون ( ومنهم مجموع كبير من اهلي في النجف ) ولم يفكر السيد مقتدى الصدر بهؤلاء وعوائلهم بقدر التفكير بنفسه ومجموعة صغيرة من اتباعه المقربين منه , وهم اسوأ ما يجمع رجل دين حوله , خاصة مثل مرجعية كبيرة ترجع لأبيه وعمه السيد محمد باقر الصدر .
عاد السيد مقتدى الصدر ليرجع هذه المرة كسياسي ( ويا ليت لم يرجع ) حيث كانت عودته السياسية ودخوله البرلمان العراقي سببا في تأخر العراق وشعبه , عنك تشريع الفساد المستشري لأتباعه من هو صدري في العراق من التيار الصدري فاسد من رأسه الى اخمص قدميه , والسيد يعرف هذا بسبب فتوى الحائري مرجعه من أنّ المال في العراق مباح وهو محلل للسرقة ,لكن فقط دفع الحقوق الشرعية منه والباقي للسارق ؟!
عودة التيار الصدري وفي كلّ اسمائه التي يعشق تغييرها في كلّ دورة انتخابية كانت كارثة على الشعب العراقي , حيث تمكن هذا الرجل الذي كان ابوه لا يستطيع تملك مركبة بمستوى ابسط اغنياء النجف الاشرف الى ملياردير تسير خلفه مئات الجكسرات والتاهوات , والتي الوحدة منها تساوي الف بيت من بيوت فقراء العشوائيات في المدن العراقية, عنك من يسكن في فضاء الفقر والقهر العراقي من الذين معظمهم من التيار الصدري ؟!
اشترى السيد القائد! مقتدى الصدر معظم البيوت المجاورة لبيته في حي الحنانة , وقد يكون قد اشترى معظمها , وهي تقدر بمليارات الدولارات الامريكية, وليس العملة العراقية الساقطة , ولا احد يعرف كيف تمكن السيد مقتدى الصدر على جمع هذه الاموال الطائلة, ومن ثمّ شراء هذه العقارات الباهضة في حي الحنانة واطرافها وهو ابن مرجع ديني فقير في النجف ؟!
لقد حوّل السيد مقتدى الصدر هذه البيوت العريقة لأبناء النجف الاشرف بعد شراءه منهم عنوة او بالاستلام الى مليشياته خوفا منهم ومن ارهابهم الى معسكرات وثكنات عسكرية لجيوش مقتدى وعصاباته من جيش المهدي وغيرهم من المجاميع الارهابية في النجف الاشرف , بحيث امسى النجفي يتحسس اقدامه واقداره لحجم الاسلحة العسكرية الايرانية والروسية الى الامريكية التي تغطي حي الحنانة والاحياء القريبة منه برمتها , وهنا لا ريب ان تصدر مرجعية السيد الامام السيستاني قبل اسابيع بيان صارخ وواضح بخصوص تسليم السلاح الى الدولة العراقية ومنع المليشيات الارهابية في العراق من استخدامها لمصالحها التخريبية ونفوذها المليشاوي المستشري في العراق بدعم دولة الولي الفقيه في ايران وهو مقتدى الصدر منها وان أدعى خلاف ذلك , خاصة اذا عرفنا انّ معظم اصحاب المليشيات في العراق هم ليسوا من اصحاب الدين والمذهب والعقائد بقدر ما هم مجموع من القتلة والمجرمين المعروفين للشعب العراقي , وهؤلاء الر عاع كانوا من النكرات في العراق قبل ان ينصبهم الحرس الثوري الايراني كقادة على الشعب العراقي بعد ان كان وجود مستحيلا في دولة محترمة , وعليه فهولاء وغيرهم مع الحشد الايراني لديهم مشروع خروج القوات الامريكية والتركية من العراق ليتم دمج العراق مع ايران كما هو مشروع الدولة الاسلامية العظمى الذي لايختلف كثيرا عن دولة الاسلام في سوريا والعراق (( داعش )) التي عملت عمل تنظيم الارهاب السني بدعم واضح من ايران وسوريا وعملاء دولة الولي الفقيه عليها في العراق .
السيد مقتدى الصدر مسؤول , وهو وحده عن جميع عشرات ألاف الاطنان من الاسلحة المدمرة في القرب من بيوت النجفيين واحيائهم الامنة , وعليه الغاء جميع معسكراته الى رفع كل اطنان سلاحه التي ملأ فيها حي الحنانة والاحياء المجاورة , خاصة انّ النجف الاشرف مدينة مقدسة لجميع الشيعة, الى رمزيتها الخاصة للشيعة في العالم , وعليه يجب عليه ابعاد هذه المدينة المقدسة عن جميع انواع الاسلحة الخفيفة عنك الاسلحة الثقيلة التي يحتفظ بها السيد مقتدى الصدر وجيشه في مدينة ابناء النجف ومرجعياتها الكبيرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here