بقلم ضياء الخليلي
في القرآن الكريم ذكر الله وعوداً الهية بصيغة العموم مثل قوله تعالى والعاقبة للمتقين فهو وعد إلهي عام ان كل من اتقى الله سينال حُسن العاقبة وهناك وعود ألهية في قضايا خاصة محددة وهذه الوعود هي قليلة في القران وفي قضايا مهمة و واجبة التحقق مثل وعد الله في سورة الروم ان الروم سينتصرون على الفرس بعد سنوات معدودة من خسارتهم الحرب في أدنى الارض (الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد) او وعد الله إلى أم موسى بعودة ولدها اليها (
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾
[ القصص: 7]
الوعود الالهية لا يمحوها ويزيل تحقيقها رحيل وموت من يتبناها ويقاتل من اجلها بل هي متحققة وان مضى وقُتل من تكفل وأُسندت اليه مهمة على طريق تحقيقها
فالإسلام الذي فقد دعائم وجوده بدءً بأبي طالب وخديجة في حصار الشِعب مروراً بأستشهاد حمزة وجعفر الطيار اضافة للمئات من الاصحاب المنتجبين و القادة والمؤمنين وانتهاءً بوفاة او استشهاد الرسول الأكرم وقد قال الله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات او قُتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً) لكن وعد الله تحقق وها هو الاسلام باقٍ وتدخل الناس فيه أفواجا.
تحرير بيت المقدس وزوال اس رائيل وعد إلهي آخر ذُكر في القران (وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً [سورة الإسراء:4-8]. هذا الوعد لابد من التحقق كغيره من الوعود الالهية وإن قُتل او مات من تحملوا مسؤولية تحقيق هذا الوعد فإن مضى ن ص ر الله وقبله سلي ماني والمهندس وعباس الموسوي والخميني والصدر ومن بعد قد يمضي الخامنئي ونعيم قاسم ومن هم على طريق ذات الشوكة لكن الوعد لابد ان يتحقق ويدخل عباد الرحمن المسجد الحرام ويتبّروا ما علوا تتبيرا ومن اصدق من الله وعداً و قيلا .
بلا شك ان هذه الشخصيات التي حملت هم تحرير القدس سواء كانوا مراجعاً دينيين ام قادة ثائرين ذو منزلة كبيرة لكن القدس لعظم منزلتها قد تكون مشيئة الله ان تحريرها لايكون على يد شخص عادي بل شخص يصطنعه الله لنفسه ويكون تحت عينه فالمسجد الأقصى ذو شأن عظيم فهو المكان الوحيد الذي ذكر الله في قرآنه انه مبارك هو وماحوله حيث قال تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) فالله سبحانه وتعالى الذي قد ذكر الكعبة لم يذكر ان ما حولها مبارك ففي هذه الاية ذكر ان ماحول بيت المقدس مبارك ولم يذكر ان ماحول الكعبة مبارك اضافة انه في
في الاية ٩٦ من سورة آل عمران ذكر تعالى مباركة الكعبة ولم يذكر مباركة مكة كلها حيث يقول عز وجل ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ )
هذه المنزلة العظيمة للمسجد الأقصى تحتاج خليفة لله في الارض نبي او أمام يقوم بمهمة تحريره وكل ما عداه من رجال دين مراجع او قادة ثائرين هم يمهدون لهذه المهمة العظيمة لكنها مهمة إلهية خالصة لأوليائه لكن مهمة التمهيد لهذا الحدث الكبير واجب لمن بُسطت يده ومكن له الله في الارض ويبقى سعيه وجهاده مشكوراً وتضحيته وشهادته مقبولة
ونقول قول الامام الحسين بحق من استشهد ونزف هذه الدماء في هذا الطريق هون ما نزل بنا انه بعين الله اللهم لا يكون اهون عليك من فصيل ناقة صالح اللهم ان كنت حبست، عنا النصر، فاجعل ذلك لما هو خير لنا