هذه قيمة دينية إنسانية معروفة تداولتها الأجيال , وهناك أحاديث متكررة وصحيحة الإسناد والتوثيق تشير إلى هذه القيمة السلوكية الأخلاقية المهمة لسلامة المجتمع وصلاح الحياة وسعادة الإنسان.
وما شهدته العقود الماضيات في دولنا أن الجار أصبح عدو الجار , فالدول المتجاورة تقاتل بعضها , وتستثمر في العداوة والحروب وإستباحة الحرمات والحقوق والديار , بل وعاشت بعض دولنا حالات غريبة ومروعة , عندما أخذ الجار يفترس جاره إفتراسا مروعا , لأنه من مذهب غير مذهبه , وتم تشريد عوائل وقتل أبناء دون ذنب أو جريرة , وتلك فاجعة حلت بنا ولا تزال عجلاتها تدور وتنتشر قصصها المرعبة المشينة المخزية للدين والدنيا.
الجار تحول إلى عدو الجار , وكأن القيمة الدينية تقضي بمعاداة الجار وقهره وظلمه وإهانته , وهذا ينطبق علينا , فالعديد من دولنا تعادي بعضها وتستهتر بسلوكها تجاه جارها , وقد بلغ السلوك ذروته بإجتياح ديار بعضها.
وفي منطقة الشرق الأوسط تتعادى الدول , وتستنجد بالأجنبي لمقاتلة بعضها والنيل من وجودها, فكل منها يحيك الدسائس للآخر ويستعدي عليه أعداءه , ويتعاون معهم للنيل من جاره وحصاره وقهر وجوده.
وهذا السلوك العدواني التجاوري يجلب المصائب والنواكب على المنطقة , فلو أن الجيران ترجموا قليلا جدا من معاني ” جارك ثم جارك” , لتحققت السعادة والحياة الحرة الكريمة في جميع الدول المتجاورة!!
لو أن روح الأخوة طغت وتجسدت في السلوك والنفس والفكر , لما جرى الذي يجري في واقعنا , لكن الجميع قد أنكروا حق الجار على الجار وإحتقروا الجيرة , وتحول الجار في شرعهم السلبي إلى عدوّ لئيم لا بد من تحشيد الطاقات للقضاء عليه وتدمير ما يمت بصلة إليه.
وبهذا السلوك العدواني المتبادل ما بين الجيران , ضعفت مجتمعات الأمة , وتحوّلت إلى حالات مرفوضة في زمان تشتد فيه الهجمة عليها , وجميعها لا تعتصم بحبل الحياة والقوة والدين , وإنما تتشرذم وتتبع وتنفذ أوامر آخذيها إلى جحيمات سقر!!
فهل سندرك معنى ” جارك ثم جارك”؟!!
د-صادق السامرائي
30\1\2017
Read our Privacy Policy by clicking here