الشرق الأوسط يعيش حروباً متعددة الأنماط في خرائط متشابكة متداخلة إقليمية ومما يزيد الطين بله تقاطع المصالح الدولية في اكثر من بقعة ، ومما يزيد النيران سعيرها ، زج الطائفية والقومية والدينية وتخوين وتكفير الآخر في هذا الآتون في نفق مظلم ولا بصيص نور يلوح في الأفق ، والعقول لا تزال متحجرة منافقة كذابة ، فهي كمن يصب العلقم في كأس ماء بارد ، فهي تذم الحياة الجميلة وتدمن التعازي وزغاريد الشهداء ، حتى غدت روتيناً تزاحم صورهم إشجار الشوارع واعمدة الكهرباء ودعايات الأفلام السينمائية ، وتنحدر إلى مستنقع الكآبة بدل الفرح والحياة بكل جماليتها .
ومنذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي الذي تجاوز تاريخه اليوبيل الماسي منذ 1948 ولحد الآن ، دفع الفلسطينيون الدماء والدموع والدول العربية جيشاً من الشهداء ودمرت البنى التحتية مراراً وتكراراً ، وأنفقت المليارات على الأسلحة والمدافع والدبابات والطائرات ، وفي كل حرب نفقد المزيد والمزيد في كل شيء
فالأمم المتحدة قسّمت فلسطين بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، لكن العرب رفضوا خارطة التقسيم والنتيجة إحتلا ل إسرائيل الكثير من الأراضي زيادة على حصتها ، وفي حرب 1967 ، إحتلت إسرائيل صحراء سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية ، وسنة 1973 عبر الجيش المصري خط بارليف ، لكن التدخل الأمريكي الغربي ، لم يكتب لها النجاح ، فوقع أنور السادات إتفاقية سلام واعاد صحراء سيناء إلى مصر .
وزبدة الكلام : العنف يولد العنف ، والفائز بالحرب خسران كما يقال ،وإسرائيل تخوض حرب وجودية كما تقول ، ولا تتردد بدفع الثمن من البشر والإقتصاد ، بدعم أمريكي غربي ، وإيران المتوغلة في النسيج العربي من خلال أذرعها المتعددة ، تتحاشى الإصطدام المباشر مع أميركا ، بدليل طوفان الأقصى ، إيران لم تتدخل وإكتفت بالتأييد الإعلامي واوكلت المهمة لحزب الله للمساندة ، والنتيجة : تدمير غزة وقتل معظم قادة حماس وقادة حزب الله ، وتدمير جنوب لبنان معقل حزب الله ، والحرب لا زالت مستمرة ، والضرب المتبادل بين إيران وإسرائيل تتناوب ، والخشية أن تتحول إلى حرب شاملة لا تبقِ ولا تذر .
إسرائيل تريد شطب الحضور الإيراني على حدودها بإنشاء أحزمة آمنة صارمة لا تهدد إسرائيل مستقبلاً ، ولا أحداً يستطيع إيقافها حتى أميركا لقرب الإنتخابات الأمريكية وخوف الديمقراطيين وإيران أيضا من فوز دونالد ترمب .
لقد ترك يحي السنوار مجتمعاً مدمراً وغزة إلى أنقاض لكن البعض يرونه بطلاً ، وحسن نصرالله دمر بيئته الحاضنة والراعي الإيراني يقلق الآن على مصيره من الغليان الشعبي والإنفجارعلى حكم الملالي منذ 45 عاماً ، وإسرائيل تمارس الردع العقابي وهي فرصتها لضرب إيران واميركا تشترك معها لا محال .
القضية الفلسطينة فكرة يصعب تجسيدها على أرض الواقع ، كتب عنها العرب والمستشرقين مئات الأطنان من البحوث والدراسات والمقالات والأشعار ولكن !
إلى متى ؟
منصور سناطي
Read our Privacy Policy by clicking here