كتّاب ومخرجو السيناريو البارعين مع جماهير مستنفرة بمشاعر ساخنة على نار الطائفية الفوارّة !

كتّاب ومخرجو السيناريو البارعين مع جماهير مستنفرة بمشاعر ساخنة على نار الطائفية الفوارّة !

بقلم مهدي قاسم

من غرائب منطقة الشرق الأوسط الساخنة الفوارة دوما ، بصفتها محط أنظار الدول الطامعة سواء اقتصاديا أو أمنيا ، ولكن بأقوامها المتنوعة و المختلفة الخاضعة لعواطف طائفية سهلة التلاعب بها ، بل توجيهها بحذاقة وبراعة من قبل كبار كاتبي ومخرجي السيناريو من إلهات الأرض الجبابرة السريين القابعين خلف الكواليس ما وراء المحيطات والقارات ، بأن ما تحدث فيها من أمور غرائب ــ تفوق أحيانا المخيلة الخصبة ، فأنها في واقع الأمر لم تُعد تفاجأنا ، و لا باتت عجيبة أو غريبة فمثلا :

ـــ إعادة سيناريو داعش ــ كتابة و إخراجا حاذقين في مدينة حلب السورية حاليا ــ بنفس النسخة المكررة بدقة من الإخراج البارع في العراق إذ :
إن مجموعة من مقاتلين ” جهاديين ــ أو دواعش إرهابيين ـــ كل حسب تسميته المحببة ــ ” بلحى و ملامح وجوه طالبانية صارمة ، تعبر عن شدة و قسوة ، يتقدمون عبر أميال طويلة ، و كأنهم ذاهبون في نزهة تسلية متأنية ، ليحتلوا مدنا ومحافظات عراقية واحدة تلو أخرى ، بعدما تكون قوات الشرطة والجيش قد رمت أسلحتها الخفيفة والثقيلة ولاذت بالفرار ــ يُقال بتوجيهات و أوامر فوقية ..
…………………….نعم ……………………..
نعم ، مخرجو سيناريو الشرق الأوسط الجديد ــ القديم دوما ــ بنسخ جديدة و جديدة ما بين مرور بضع سنوات و أخرى فقط ، مع أن دول امريكا اللاتينية كانت تحتاج إلى مائة عامة لتكتسب وجها جديدا ، بينما دول أوروبا الوسطى والشرقية ــ التي كانت تحكمها أحزاب اشتراكية وشيوعية ــ إلى أكثر سبعين عاما لتكتسب طابعا ” جديدا “من مرحلة سياسة أخرى ..
و يبدو إن هؤلاء المخرجيين عرفوا دوما ، كيف يعزفوا على أحاسيس الناس معزوفة الإثارة الشديدة لمشاعر طائفية ودينية فاقموا انظمة حكم طائفية ، و كذلك معارضة طائفية ، فضلا ــ و هذا عامل مساعد أخطر ــ عن تزايد وجود جماهير متعصبة طائفيا أو مذهبيا يوما بعد يوم ..

ففي العراق كان المخرج البارع ، الطائفي الصريح تماما نوري المالكي ــ بتوجيه من خلف الستار الإيراني ــ أمر بتسليم محافظات عراقية كاملة لعناصر داعش المُلملين و القادمين من ملاهي أوروبا أو السجون أو الشوارع الخلفية ، و على نحو ، لكي ينتصروا ــ بكل سهولة ــ على قوات شرطة و جيش العراق البالغة بمئات آلاف من عناصر مدربة و مدججة بأسلحة ثقيلة وطائرات !!.

و النتيجة عموما أو تقريبا تبدو على هذا النحو و كأن جماهير هذه الأقوام تقول و تناشد :
ـــــ ليحكمنا أي كان ، ومهما كان ، حتى لو كانوا من القتلة والفاسدين و خدام الأجندة الأجنبية ، المهم أن يكون الحاكم من طائفتنا و كفى !..
و قد جربوا هذه السناريو في العراق و لبنان و نجحوا بذلك نجاحا باهرا ..
و كذلك في سوريا سابقا و الآن أيضا ..

طبعا بإشراف المخرج الكبير أمريكا مع منفذين حاليين نتنياهو و أردوغان ، وبشار أسد سواء بتواطؤ وتقصير ، أو بمساهمته من خلال عدم عقد مصالحة وطنية شاملة و انتخابات حرة في أوانها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here