ما هو الدور الإسرائيلي في ما حدث خلال اليومين الماضيين في سوريا ؟
بقلم مهدي قاسم
من الواضح أنه في غضون الشهور الماضية والأسابيع الأخيرة كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية العنيفة و قصفها المدمر في مناطق عسكرية عديدة من سوريا ، استهدفت من خلالها مواقع عسكرية للقوات السورية و الإيرانية والمليشيات العراقية و حزب الله اللبناني على حد سواء ..
ولكنها لم تقترب ولو مرة واحدة لتتجرأ على قصف مواقع عسكرية روسية !..
و من المؤكد إن عملية تواصل هذه الغارات العنيفة ضد تلك المواقع العسكرية قد ساهمت إلى حد كبير ، في إضعاف هذه القوات مجتمعة ولحد الإنهاك ، في اثناء ذلك كانت روسيا و لازالت مشغولة بحربها مع أوكرانيا ..
في مقابل ذلك ، وكما يبدو من الاندفاع الهائل و الاختراقات السريعة أن عناصر و قوات ” هيئة تحرير الشام ” والتنظيمات المتحالفة معها ، قد حصلت ــ ربما في تركيا أو في اي بلد غربي آخر ـــ على تدريب عسكري جيد و بارع في فنون القتال و أمور الاقتحام و الاختراق والمباغتة الصاعقة ..
كل هذا ، بينما النظام السوري لم يأخذ كل هذه الأمور و التطورات بنظر الاعتبار ، استعدادا لمواجهة أية حالة طارئة قد تحدث فجأة في منطقة معروفة بالمفاجآت السريعة ، معتقدا و بشكل ساذج ، إن تلك القوى و الأطراف التي دعمته سابقا و حافظت على نظام حكمه حتى الان ، لا زالت كما هي ، و بنفس القوة والموقف الداعم و الحاسم إلى جانبه .
ولكن المثير ، يبدو إن العامل الإسرائيلي هذا ، لم يُعد يعني شيئا بالنسبة لأولئك الذين يكنون كرها شديدا نحو النظام الإيراني وميليشياته المسلحة ..
و أنا أكاد أن أجزم إن البغض العارم و الجارف ضد النظام الإيراني قد يدفع بعضا من هؤلاء إلى القبول بالوجود الإسرائيلي في مناطقهم ، على الوجود الإيراني ..
و هذا يعني أنه قد آن الأوان بالنسبة للنظام الإيراني أن يعيد النظر في مجمل نشاطاته السياسية و الأمنية والميليشياوية في منطقة الشرق الأوسط ، و أن ينسحب لكي يتفرغ لإسعاد شعبه من خلال توفير خدمات جيدة ونوعية راقية له مع ضمان معيشة مرفهة نسبيا .. .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط