تلك الفرصة التاريخية النادرة التي أهدرها بشار الأسد

تلك الفرصة التاريخية النادرة التي أهدرها بشار الأسد

بقلم مهدي قاسم

بعدما تمكن من الاحتفاظ بكرسي سلطته بدعم من الروس و الإيرانيين وميليشياتهم ، فقد توفرت للرئيس السوري بشار الأسد فرصة تاريخية نادرة و ذهبية ، لترتيب البيت السوري ، بالأحرى تسوية الأوضاع السياسية المأزومة والمتشابكة المعقدة في عموم سوريا ، على نحو كان من الممكن أن يدخل التاريخ بصورة أفضل بعض الشيء ، و ذلك عبر الإجراءات و الخطوات التالية كان ينبغي القيام بها :

1 ـ إعلان عن نية عقد مصالحة وطنية حقيقية ، تشمل جميع أطراف النزاع و تحت إشراف الأمم المتحدة ، لتأخذ العملية برمتها طابعا من مصداقية قانونية دولية مقبولة ..

2 ــ الاتفاق الجماعي أو الوطني العام على صياغة دستور جديد للبلاد ، يحظى بقبول أغلبية الشعب السوري عبر استفتاء عام ، يضمن نظام التعددية الديمقراطية الحرة في الانتخابات و انتقالا سلسا لتداول السلطة ، بشكل سلمي ، بين الأحزاب الفائزة بالدورة الانتخابية النزيهة ..

3 ـ اتفاق على تحديد مرحلة انتقالية لإجراء انتخابات حرة يشترك فيها كل حزب أو تنظيم تتوفر عنده الشروط الانتخابية التي ستتضمنها و تحددها مواد الدستور الجديد الخاصة بالانتخابات ..
بالطبع كان سيحق لبشار الأسد ان يرشح نفسه أو حزبه القديم أو الجديد الذي كان ربما سيقوم بتأسيسه ..

و إذا يكون قد فاز فخير على الخير بالنسبة له ، و إذا لا فكان سينسحب منزويا بسمعة وطنية جيدة أو مقبولة ــ على الأقل ــ من قبل أجيال سورية قادمة ..

من يعلم ؟..

ربما الوقت ليس متأخرا إلى درجة ميؤوسة منها ــــ طبعا إذا وافق إلهات الأرض الجبابرة الكبار على ذلك لأن الوضع الآن مختلف تماما ـــ للقيام بهذه الخطوات التاريخية الإنقاذية للبلاد ..

طبعا كل ما كتبناه مجرد افتراض ..

أما الحقيقة فأن أغلب الحكام العرب ، و على مر التاريخ ، لا يخطر على بالهم أن ينسحبوا من السلطة بهدوء وطوعا ، رغم فشلهم ، بل شعورهم بعدم مقبوليتهم من قبل أغلب أفراد شعوبهم ومجتمعهم ، فلا يغادرون أو يتركون كرسي السلطة إلا بالقتل أو الإزاحة ، سواء بانقلاب عسكري أو من خلال تدخل أجنبي مباشر ..

في مقابل كل هذا ، نلاحظ بأن حكاما غربيين و غيرهم ، لا يبقون بالسلطة إلا بالفترة المحددة لهم دستوريا ، ثم يغادرون منزوين جانبا و مختفين عن الحضور العام والمناسبات الرسمية إلا ما ندر ، بعدما يكونوا قد ساهموا في تطوير بلدانهم و تحديثها ، بانتقالات مرحلية عظيمة من ازدهار اقتصادي و تطور علمي وتقني مذهل ..
بينما غالبية الحكام العرب لا يتركون خلفهم إلا آلافا من الضحايا ، و عقودا من تخلف و تقهقر على كل صعيد و ناحية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here