حامد الدليمي
البيان الصادر عن رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر بشأن الأحداث الحالية في سوريا، يمثل الموقف الوطني العراقي المتوازن المسؤول، والذي يدعو إلى فتح حوار مع المعارضة والحكومة السورية وسحب المقاتلين العراقيين من سوريا ، والإلتزام بإتخاذ قرارات حكيمة تحفظ سيادة العراق من جهة ، وتؤكد عدم تدخل العراق في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومنها سوريا الشقيقة ، التي تربطنا بها روابط الإخوة ، حيث أن تدخل العراق عسكريا مرة أخرى يزيد تطورات الموقف سوءا ، وقد يؤدي تدخل من هذا النوع الى ما لايحمد عقباه.
وكان رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر قد أكد في بيان صادر عنه إنه : “مع الأحداث المتسارعة في سوريا الشقيقة نؤكد دعمنا لإجراءات الحكومة المتعلقة بتعزيز أمن وسلامة الحدود مع دول الجوار، وندعو بالوقت ذاته كافة القوى والأطراف العراقية إلى عدم الانخراط في مجريات الأحداث السورية أو التدخل فيها، التزاما بالمادة الثامنة من الدستور العراقي النافذ وتجنيبا للعراق من مآلات هذا التدخل”.
ويؤكد مراقبون إن موقفا كهذا يمثل الموقف العراقي المسؤول للإسهام في حل المشكلة وعدم تعقيد أوضاع هذا البلد الذي يشهد أحداثا متسارعة تتطلب عدم الإنجرار الإنفعالي بطريقة أقرب الى الميل الطائفي والمذهبي من أن يكون موقفا حكوميا مسؤولا ، من خلال دعوته “الحكومة العراقية وائتلاف إدارة الدولة أن يكون دور العراق هو الجمع بين المعارضة والحكومة السورية، لبدء حوار حقيقي ووضع خارطة طريق سياسية بمشاركة العراق وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات والأردن، وانتخاب حكومة سورية تمثل كل السوريين وتطلق سراح السجناء وتعيد المهجرين إلى مدنهم ومعرفة مصير المغيبين، ومنع التدخل الخارجي بالشؤون السورية من كل الأطراف، ومن بينها سحب أي تواجد للمقاتلين العراقيين في الأراضي السورية إن كانوا متواجدين”.
ومثل تلك المواقف من وجهة نظر مراقبين تمثل أراء أغلبية العراقيين، حيث يخشون زج العراق من جديد في المعارك الدائرة في سوريا ، كما حدث في لبنان وسوريا من قبل ، مما يزيد من الضغوط الدولية التي تحاول إستهداف القوات العراقية وأجهزة أمنها الداخلي وتعرض سلامة البلد ومواطنيه لأضرار بالغة قد يكون الحصار الإقتصادي وتوجيه ضربات عسكرية إحدى نتائج تلك التدخلات غير المسؤولة والتي راحت تؤجج مشاعر الحرب والمعارك لكي تحرق العراقيين وشبابهم بنيرانها، وهو تصرف غير مسؤول ويعود على العراق والعراقيين بويلات هم أبعد مما يمكن ان يتحملوها في ظرف عصيب يواجهه العراقيون منذ سنوات طوال، وما زالوا يدفعون ضريبة سياسات الحروب الحمقاء التي أرهقت كاهل العراقيين وأوصلتهم الى حالة ميئوس منها ، بعد أن تكالبت عليهم كل قوى الشر من كل حدب وصوب ، لتستهدف بلدهم وكرامتهم وسيادتهم وإستقلالهم، وإن كل ماحدث من خسارات باهضة وما قدموه من مئات الالاف من الضحايا قد لايكفي لإشباع نهم المتعطشين الى الدماء والى فقدان الكرامة ، وهو ما يحذر العراقيون من أن يقعوا في فخاخه مرة أخرى..وكان الله في عون العراقيين على كل حال.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط