أخطر لوثة عقلية و ذهنية مزمنة .
بقلم مهدي قاسم
لم يتضح إلا في العقود الأخيرة و حتى هذه اللحظة كم خطير و تدميري وباء الطائفية الذي تغلغل ملوثا عقول و أذهان الملايين و افسد نزعتهم الوطنية و الإنسانية على حد سواء ..
فلوثة الطائفية المعشعشة في هذه العقول لهي أخطر بكثير من الجهل ، من الاستعمار ، من السلطة الباطشة ..
لماذا ؟………….
لأنها تدفع المواطن المصاب بهذه اللوثة إلى كراهية أبناء وطنه الذين قد ينتمون إلى طائفة أخرى، بل والحقد الأعمى و المزمن عليهم ، مع استعداد كامل حتى لقتلهم و إبادتهم ، لو أتيحت له فرصة ملائمة ، دون حساب أو عقاب ..
ومن شدة حقده الطائفي أو القومي عنده استعداد للتعاون مع غزاة و محتلين على حساب سيادة بلده ..
و ليس عبثا استعان و يستعين ” الاستعمار الجديد “في عصرنا الحالي بسلاح الطائفية و يستخدمه لتمزيق النسيج الوطني بين أقوام و أعراق ومكونات بلد واحد لخلق الفوضى المنفلتة و أعمال العنف و القتل و التخريب المنظم ..
و درء لأي سوء فهم أو تأويل : نحن نقصد هنا كل طائفي متعصب ومصاب بلوثة الطائفية المزمنة سواء كان ينتمي إلى هذه الطائفة أم إلى طائفة أخرى ..
مع ملحوظة مهمة : إذا كنا في الوقت الذي لا نستغرب أن يكون ” الشخص المتدّين ” طائفيا متعصبا و مقاتلا شرسا ضد طوائف أخرى ، ولكننا نستغرب حقا أن يكون ما يسمى ب” الشخص العلماني ” طائفيا منحازا أيضا ، ولو بشكل مبطن و مضمر ..
ولا سيما إذا كان كاتبا أو شاعرا أم فنانا .
أو مهندسا و طبيبا ، أم مشرعا قانونيا .