.سحب جناسي مواطنين بالكويت. نعيم الخفاجي
الدول العربية لاتحكمها أنظمة تحكم وفق مؤسسات دستورية، كل شيء بها متغير، يخضع لمزاج القائد الأوحد وعائلته، بالدول العربية تتجلى ابشع صور التطرف القومي والمذهبي مع المواطنين.
عندما تأسست الدولة العراقية على سبيل المثال، وفي اول إحصاء تم تقسيم العراقيين بالاحصاء إلى تبعية عثمانية تركية وتبعية ايرانية، ولدى وصول البعثيين للسلطة، تم تهجير مئات آلاف العراقيين الشيعة بحجة أنهم فرس ايرانيين، ووقع الظلم الأكبر على المكون الكوردي الفيلي الشيعي، وهم من سكان العراق الاصليين، سكنوا بالعراق منذ قبل مجيء الإسلام للعراق، والآثار مثل أثار إمارة بدرة تثبت حقيقة الوجود الكوردي الفيلي في محافظات الوسط العراقي، نظام صدام الجرذ هجرهم بكذبة أنهم تبعية ايرانية، بعد معارضتي لنظام البعث، ووصولي إلى مملكة الدنمارك، كان العراق محرم علينا، وكذلك غالبية الدول العربية تمنعنا من السفر إلى بلدانهم، والذي يسافر إليهم يسلموه إلى اجهزة صدام القمعية، وينتهي اثره، سافرت إلى ايران، ووجدت آلاف العوائل الكوردية الفيلية في ايران، لايملكون سوى كارت اخضر، بل ويطلق عليهم الإيرانيين مصطلح( عرب) حتى انا بقيت محتار، بالعراق يسمونهم البعثيين بالفرس وفي ايران يسمونهم عرب.
وجود الفيليين بالعراق اقدم من وجود زبالات وحثالات البعث، بل هناك من تقلد مناصب بالبعث وهم من أحفاد جنود هنود احضرتهم بريطانيا لاحتلال العراق بالحرب العالمية الاولى، وسكنوا في باب الشيخ ببغداد وتم تكنيتهم في لقب الشيخلي ووصفوهم أنهم عرب اقحاح، لكونهم مذهبهم سني.
في دول الخليج، يوجد ملايين المواطنين في الكويت والبحرين والإمارات وقطر، من أعرق القبائل العربية مثل شمر وعنزة وخفاجة وبني لام، يتم تسميتهم بالكويت في البدون، لكونهم شيعة، هؤلاء هم من بنوا دولة الكويت.
للأسف تم اضطهادهم لأسباب مذهبية سياسية، بحقبة ثمانينيات القرن الماضي، سلطات الكويت سلمت آلاف منهم إلى مخابرات صدام المجرم، واعدم منهم المئات، بعد غزو الكويت من قبل حبيبهم صدام، قامت السلطات الكويتية بطرد ربع مليون عراقي من البدون خارج الكويت، وصل عشرات آلاف منهم لاجئين إلى مملكة الدنمارك والسويد وبريطانيا وألمانيا والخروج ……إلخ، وحصل غالبيتهم على جناسي الدول الاوروبية خلال خمس سنوات او سبع سنوات فقط.
عند تولي وزير الداخلية الكويتي الحالي ووصول أمير البلاد الحالي، تم سحب جناسي آلاف الكويتيين الذين تجنسوا خلال الأربعين سنة الماضية، وصلت الحالة تم سحب جنسية زوجة أمير الكويت الراحل جابر، لكون زوجة أمير للكويت الراحل شيعية المذهب.
وزير الداخلية الحالي وفي اسم قانون الجنسية، قام بسحب جناسي آلاف المواطنين، بعد سنوات طويلة من الزواج والإنجاب، وبعد أن تنازل المشمولين بقانون الجنسية الكويتي عن جناسيهم الأصلية السابقة، معظم هؤلاء المستهدفون هم الذين جاءوا للكويت وفق قانون جمع الشمل، كويتيين تزوجوا من نساء من جنسيات اخرى، أو نساء كويتيات تزوجن من رجال من جنسيات أخرى.
ورد في قانون الجنسية الكويتي 1959، المادة 8: تصبح الأجنبية كويتية بمجرد زواجها من كويتي. لكن تم تعديل المادة 8/ 1966 بحيث تصبح الأجنبية كويتية بعد إبداء رغبتها بذلك، مع استمرار الزواج لخمس سنوات، ومن حق وزير الداخلية تقليل المدة.
ثم جاء تعديل 1980 وأضاف: إذا توفي الزوج أو وقع طلاق قبل انقضاء الـ 5 سنوات، وكان للزوجة أبناء، فإنها تحتفظ بإقامتها، حتى انقضاء المدة، وبعدها يجوز منحها «الجنسية بمرسوم». جاء قانون 1987 وعدل المادة لتصبح: يجوز منح الأجنبية الجنسية بمرسوم، وبعد انقضاء 15 سنة زواجاً، مع حق الوزير في تقصير المدة.
وزير الداخلية الحالية سحب جناسي كويتيين بالتحجج بحجة ان منح الجنسية للأجنبية يكون بمرسوم، وقام في إلغاء عشرات آلاف جناسي المواطنين الكويتيين، بما فيهم إلغاء جنسية زوجة أمير الكويت الراحل جابر الصباح لكونها شيعية.
هناك عشرات آلاف النساء اللاتي تم تجنسهن بقانون جمع الشمل بعد اربعين سنة او خمسين سنة من الزواج، تم سحب جنسيتها، إجراء وزير الداخلية الكويتي، إجراء ظالم ويفترض يجابه من منظمات حقوق الانسان، ومن الكتاب والصحفيبن بالرفض والاستنكار، ماقامت به السلطات الكويتية، يكشف حجم الظلم والاضطهاد الذي تمارسه دول الخليج بحق مواطنيهم، بل يوجد ملايين المواطنين بدول الخليج اجدادهم جاءوا للكويت للعمل وولدوا في تلك الدول قبل ثمانين أو تسعين سنة، ويعاملوهمأنهم ليسوا مواطنين وأنهم اجانب او بدون جنسية…..إلخ من المصطلحات القاسية والجارحة بحق أبناء عوائل هؤلاء الناس.
طالت عمليات سحب الجنسية الكويتية فنانين مثل نوال الكويتية والممثل الفنان الكويتي الشهير داوود حسين، قرأت تغريدات للأسف من كتاب عرب سنة منهم الكاتب العراقي السني داوود البصري يباركون سحب الجنسية من الفنان داوود حسين لكونه شيعي، وإنه شارك بزيارة اربعينية الأمام الحسين ع.
داوود حسين حمل اسم الكويت من خلال المسلسلات والأفلام الكوميدية الرائعة التي شاهدها غالبية أبناء الشعوب العربية والاسلامية من الناطقين بالغة العربية، أيدي كوهين كاتب اسرائيلي كتب، ( سحب الجنسية الكويتية من الفنان داوود حسين بعد ان اصبح اشهر فنان كويتي عربي ورفع أسم الكويت عاليا في كل المحافل. في حين الدول العظمى مثل أمريكا وأوروبا تمنح جنسيتها لكل مبدع. الكويت يخربون بيوتهم بايديهم. وفعلا كما قال المثل المصري (اخرة خدمة الخز علقة).
والحمدلله أنني مواطن في اسرائيل العظمى الإنسانية التي لم تسحب الجنسة من احد).
انتهى تعليق أيدي كوهين، للحق أيدي كوهين ماقاله افضل مليون مرة من ماكتبه الكاتب العراقي السني داوود البصري، أنظمة الخليج تستعبد ملايين العمال القادمين من جنوب شرق اسيا، يسومونهم الوان العذاب، استغلال جنسي رهيب للعاملات كخادمات قادمات من سريلانكا وتايلاند والهنود سابقا، الهند اليوم هي التي تشتري بترول الخليج، لذلك بات وضع العمال الهنود جيد حاليا جيدة جداً، الأمة الهندية أصبحت قوة عظمى لها كلمتها على دول الخليج العربانية، ساعد الله الشعوب العربية على استبداد وظلم انظمتهم الدكتاتورية الظالمة، مافعله وزير الداخلية الكويتية بسحب جناسي آلاف المواطنين الكويتيين حالة طبيعية بالاستبداد والظلم الذي تمارسه الأنظمة العربية بحق شعوبهم المظلومة، خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/12/2024
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط