جماعات عراقية فرحانة وطول الليل مستنفرة و سهرانة !!..

جماعات عراقية فرحانة وطول الليل مستنفرة و سهرانة !!..

بقلم مهدي قاسم

منذ أيام متتالية نقرأ منشورات لأشخاص عراقيين مبتهجين لحد الجذل و الانتشاء !، لما يجري في سوريا من أحداث متسارعة وأمور فرطانة ..

بالطبع من حق هؤلاء و أولئك أن يفرحوا و يرقصوا لهذا السبب أو ذاك وأن كنا ندرك بإنهم يفعلون ذلك نكاية بالنظام الإيراني و المليشيات التابعة لها في سوريا ..
بالمناسبة ……………………
فهؤلاء البعض من العراقيين الفرحانين ــ هم أنفسهم تقريبا ـأو من صنف الطيور التي على أشكالها تقع ـــ ممن فرحوا بالزحف الداعشي إلى محافظات عراقية عديدة و سيطروا عليها بغمضة عين وسرعة برق ..
فاعتقدوا بأن عناصر داعش ستبقى هناك إلى الأبد ..
و …باقية القصة الداعشية الرهيبة معروفة لأغلب الناس !..
و أن كان ليس هذا موضوعنا الأساسي …
إنما ……………………….
فرحة هؤلاء لم تدم طويلا و خاصة بعد عملية تحرير هذه المحافظات من قبضة داعش ، بعمليات قصف أمريكي متواصل و مكثف والتي نتجت عنها عملية سقوط عشرات آلاف من القتلى و الضحايا من السكان المسالمين و إلى تدمير عدد كبير من بنايات و منازل ومحلات ، فضلا عن مرافق ومؤسسات الدولة الكثيرة في تلك المناطق ..
و إذا ………………….
كنا نفهم فرحة بعض السوريين للزحف الجهادي ــ الجولاني على حلب وغيرها من مناطق سورية ، و ذلك بسبب نقمتهم على نظام بشار الأسد و رفضهم لسلطته الديكتاتورية ، ولكننا في حقيقة الأمر لا نفهم فرحة هؤلاء العراقيين الذين يبدون الآن ملكيين أكثر من الملك ! ..

ولعل المضحك في هذا الأمر كله : نجد أن طائفيا مغرضا و حاقدا يستخدم لقب الموسوي أو الحيدري أو الكاظمي ليسب ” الشيعة و يشنّع ” بهم ، و نفس شيء يفعله طائفي آخر ، مستخدما لقب عمر عثمان أبوبكر ليسب” أهل السنة ” و يشنع بهم ..

فهؤلاء أناس مساكين ومثيرين للشفقة حقا بسبب سذاجتهم الفادحة ..

لكونهم يعتقدون بأن وقتهم قد حل وحان ، ليكونوا جنود حرب حامية وطيس في جبهات إعلامية ، معتقدين بأنهم بذلك إنما يخدمون طوائفهم على حساب الهوية الوطنية !!..

دون أن يسترجعوا في ذاكرتهم أقرب مرحلة مأساوية وكارثية فعلا و التي دارت فيها حرب أهلية طائفية في العراق بين عامي 2006 , 2007 ، و التي راحت ضحيتها عشرات آلاف من الناس المسالمين و الأبرياء ، و بعض عمليات القتل كان يجري على أساس الهوية المذهبية و الاسم أو الكنية ـ فإذا كان اسم الشخص عمر أو عثمان أو أبو بكر فكان يقتل فورا بصفته ” سُنيا ” و كذلك الأمر بالنسبة لاسم عبد الزهرة ، عبد السادة ، عبد الحسين و الخ ، بصفته ” شيعيا ” ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here