ياعربان ادعموا الأسد بدل ايران

ياعربان ادعموا الأسد بدل ايران، نعيم الخفاجي

كثر حديث كتاب الفيالق الإعلامية لدول البداوة الوهابية، بالقول أن الدول العربية عرضت على النظام السوري، الحصول على دعمهم مقابل التخلي عن إيران.

انا شخصيا اقولها وبصراحة، مشكلة النظام في سوريا ليست مع المجاميع الإرهابية التي جلبوها من مائة دولة من دول العالم، وليس مع المعارضة السورية التي تطالب في التخلص من عقلية القائد الواحد الأوحد، والحزب الواحد( البعث)، إنما مشكلة النظام السوري مع اسرائيل ورفض النظام السوري، التوقيع على معاهدة او اتفاق سلام وترسيم حدود سوريا في الجولان مع اسرائيل.

رغم سقوط حلب ودخول القوى الإرهابية الى مدينة حماه، مجرد قبول النظام في سوريا التطبيع مع إسرائيل نشاهد فرار العصابات الارهابية، وتعيد قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على كل أراضي الدولة السورية خلال أيام قليلة.

موقف النظام البعثي السوري لم يكن موقف ودي مع البعث العراقي، ودارت بين البعثيين رفاق العقيدة حروب دامية، في الساحة السورية، عندما دبر البعث العراقي انقلاب من خلال الخطيب والعقيد عزيز الأحدب، بمساعدة الفصائل الفلسطينية، وفرار الرئيس اللبناني سليمان فرنجية بزورق من ميناء جونيه إلى طرطوس، واجتماعه مع حافظ الاسد، تدخلت القوات السورية لإعادة الرئيس الماروني سليمان فرنجية، وإنهاء الانقلاب، والعودة للدستور اللبناني المحاصصاتي، ودارت معارك كبرى، وتم تسمية القوات السورية في اسم قوات الردع العربية.

بقت علاقة الأسد مع رفاقه البعث العراقي سيئة، تم عمل وحدة بعثية بين العراق وسوريا انتهت في تصفية البكر والمجيء بصدام للسلطة واقام حفل ساهر اعدم كل قادة البعث في القيادتين القطرية والقومية وقادة الجيش بكذبة مشاركتهم في محاولة انقلاب لصالح البعث السوري.

صدام الجرذ بعد تولي السلطة، احتضن المعارضة السورية من البعثيين وحركة الإخوان المسلمين، وقام صدام في تمويل وتسليح عصابات الإخوان المسلمين، نتج عنها أحداث حمص وحماة في عام ١٩٨١ ، والتي قمعها الجيش السوري خلال أيام قليلة، بطريقة بعثية فورية وليست مثل طريقة نجله بشار، خلال أيام قتل آلاف من عناصر الاخوان، وتم مصادرة أكثر من ٣٠٠٠ مدفع هاون وهبها نظام البعث العراقي لمجاميع الإخوان المسلمين التكفيريين في تلك الأحداث الدموية المدمرة.

شارك حافظ الأسد بحرب تحرير الكويت عام ١٩٩١ مقابل إعطائه لبنان، باليوم التالي قصف الطيران السوري، مقر إقامة العماد مشيل عون صديق صدام الجرذ الهالك، في قصر بعيدا، وأطلق سيقانه في الريح، وترك قصر بعبده خلال اقل من ساعة، وهرب إلى السفارة الفرنسية وبقي بها محتجز لمدة سبع سنوات وبعدها سمحوا له بالذهاب إلى فرنسا.

في يوم سقوط نظام صدام الجرذ، انا كتبت مقال بصحيفة صوت العراق قلت ( آه لو كان حافظ الأسد حيا لشارك في عملية إسقاط نظام صدام) بشار الأسد ارتكب اكبر جريمة بحق الشعب العراقي عندما دعم فلول البعث وهابي بحجة مقاومة الغزو الأمريكي للعراق، ارسل إلينا المجرم ابو محمد الجولاني ليكون جندي ذباح عند أقذر مجرم وهو ابو مصعب الزرقاوي، وهاهو السفياني المجرم أبو محمد الجولاني يقود العصابات الارهابية التكفيرية ويحتل المدن السورية مدينة تلو في أيامنا هذه.

ماحدث في سوريا بالربيع العربي حربِ أهليةِ واضحة، في بداية الربيع والذي سيطرت عليه العصابات الارهابية، النظام في سوريا، قاوم القوى التكفيرية، واستطاع الصمود، المعروف الأحداث في سوريا بدأت (2011 وتوقفت عام 2018)، وبقيت دون حلول، كان يفترض إيجاد حلول وعدم ترك إدلب تحت سيطرة اردوغان، وهاهي المجاميع الإرهابية قد عادت من جديد، في مهاجمة الأراضي السورية، نعم تم تجديد إشعال الحرب الأهلية السورية الان، كان حلفاء النظام بالحرب الأهلية السورية بين ٢٠١١ إلى ٢٠١٨، روسيا وإيران.

دعموا النظام في سوريا بمجال الدعم العسكري والاقتصادي، خلال الخمس سنوات الماضية، غيرت أنظمة الخليج ومصر موقفها تجاه نظام الاسد، وشاهدنا مطالب الفيالق الإعلامية العربية الوهابية، النظام في سوريا إنهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا، والعودة للحضن العربي، شاهدنا ان الكثير من الدول العربية، أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع النظام في سوريا، وحضر الرئيس بشارالاسد مؤتمر القمة العربي والإسلامي في الرياض قبل اقل من شهر.

غزوة السنوار في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ فجرت حرب غزة، ودخلت القوى المقاومة الشيعية للقتال للضغط على نتنياهو لإيقاف حرب غزة، نتج عن ذلك ماحدث من لبنان، النتيجة نتنياهو ومعه القوى الغربية وذيلهم أردوغان فجروا الحرب الأهلية في سوريا يوم الجمعةِ الماضيةِ، سقطتْ حلبُ واليوم دخلت المجاميع الإرهابية مدينة حماة، رغم بيان الجيش السوري بالقول نحن خرجنا خارج المدينة لتجنب إزهاق أرواح المدنيين، وهذا الكلام له تفسيرات كثيرة، وتأويلات، لست بصدد قول رأيي حول أسباب انسحاب الجيش السوري والرفاق البعثيين من أحياء مدينة حماة.

بكل الاحوال مارأيناه، حققت المجاميع الإرهابية انتصاراتُ ليست بسيطة ابدا، بل كبيرة جدا، بل أردوغان لدى حديثه مع الأمين العام للأمم المتحدة قال له نقلا عن قناة الميادين( الأمور في سوريا وصلت لمرحلة متقدمة، ويجب إدارة الأمور بهدوء) تابعت القنوات المؤيدة للقوى الارهابية، وكذلك القنوات المقاومة المعادية لهم، وكلا الفريقين يعيشون في ذروة الانتصارات وتحقيق المكاسب الكبيرة، انا ربما الشخص الوحيد الحزين على مصير الاقليات وخاصة الشيعية منها، والتي تنتظر الذبح والقتل والسبي والابادة للأسف الشديد.

عندما تجددت الهجمات العصابات الارهابية، يوم الجمعة الماضي، ضد سوريا، نجد ان معظمُ الحكوماتِ العربيةِ اصطفت مع دمشقَ سياسياً، وكذلك أعلنت موسكو وبكينُ تضامنَهما، بالمقابل وقفت تركيا ومعها أمريكا ضد النظام في سوريا، ولولا الدعم التركي لما استطاع الإرهابيين احتلال قرية سورية وليس احتلال مدن سورية كبرى.

غالبية الدول العربية تنظر إلى المعارضة السورية المسلحة، أنها مجموعات إرهابية، وأن الدولة السورية، هي النظام الشرعي، رأينا وقوف كل قوى الإخوان المسلمين من العرب والترك والقوقاز والافغان والصينيين مع المجاميع الإرهابية التي احتلت حلب واليوم حماة، واعتبروا ذلك فتح الفتوح، واصدروا فتاوى مجهاد الدولة السورية حسب قولهم دولة كافرة، القيادي في حركة أنصار الله اليمنية محمد البخيتي كتب(

‏لماذا لا تُفعل جماعة الإخوان المسلمين مفهوم الجهاد ومفهوم ردع العدوان إلا في اتجاه الداخل ولصالح أعداء الأمة؟

هناك اختراق صهيوني عميق في وعي الجماعة).

بكل الاحوال ماحدث في سوريا نتيجة طبيعية لتقاطع مصالح دول كثيرة من خلال الأدوات المحلية، يرغبون في إسقاط النظام السوري، ولاتتحرج القوى العظمى جعل سوريا تحت رحمة عصابات تكفيرية مجرمة، بل انا على يقين يعطون إلى النظام السوري منطقة الساحل، هناك عودة إلى مخططات عام ١٩٢٠، في تشكيل عدة دول في سوريا، والتي رفضها الاغبياء قادة الدروز والشيعة العلويين، السلطان بن الأطرش والشيخ صالح العلي.

لمن يريدون معرفة مستقبل سوريا، لا يمكن إلى أي شخص يتنبؤ لما يحدث في سوريا والمنطقة، بل المنطقة تسير إلى أعمال اجرامية بدعم من طيب اردوغان، وأن الجولاني مهما قيل انه قتل، خذوها مني، إنه باقي وسوف يحكم سوريا ويدعم شركاؤنا بالوطن بغرب العراق، نحن مقبلين على سنتين او ثلاث سنوات عجاف، لصراعات دامية، بلا شك الله بالاخير ينصر المؤمنين من عباده الصالحين، لكن الناس تريد أشياء مادية ملموسة، لو كان البديل عن النظام البعثي السوري ليس القاعدة والنصرة وداعش لكان يوم سقوط النظام البعثي السوري يوم عيد عظيم، يفرح به كل ضحايا البعث الفاشي من العراقيين والسوريين، لعنة الله على كل بعثي حقير رذيل، ياسادة ياكرام اعلموا أن الجولاني هو حبيب أمة العرب والمسلمون ( السفياني الموعد)، وأن أردوغان هو زعيم الشر والارهاب، نعم سوف تشتد المعارك، والله يعز وينصر المؤمنين، أمس كنت عند طبيبي الخاص، الرجل علماني، واوروبي أصلي وليس دمج، قال لي نعيم اول مرة اؤمن بالأمور الغيبية، وجدت في الكتاب المقدس كلام يتحدث عن معركة في الفرات في سوريا هههههه، قلت له ياصديقي وهو الواقع على الارض، بل حتى في الأحاديث المروية عن تلك المعارك، وسط وجنوب العراق هوالمنطقة الآمنة من القتل، ساعد الله الاقليات الشيعية في دمشق وحماه وحمص وحلب، مصيرهم الابادة والقتل للأسف، ولو كنت مكانهم لقمت بالذهاب إلى لبنان أو العراق أو إلى مصر لحفظ أرواح أهلي وعائلتي قبل وصول الذباحين المجرمين، نبارك للقوى الإرهابية والقوى المناوئة للارهابيين دخولهم في زمن الانتصارات الكبرى والقتل والذبح، كل الأطراف محتفلة بهذه الامتصارات إلا انا، فأنا الشخص الوحيد الحزين الذي يبغض التكفيريين وكلبهم أردوغان ويبغض النظام السوري البعثي الرذيل، الذي عجز ان يكسب شعبه، وكان في امكانه كسب غالبية الشعب السوري بالكلمة الطيبة، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

5/12/2024

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here