الاحتضار الإكلينيكي للنظام السوري بدأ منذ 2011 و استمرت رغم إسعاف ــ إيراني ــ روسي ..
بقلم مهدي قاسم
عمليا منذ 2011 اُصيب نظام بشار الأسد بضعف و هزال شديدين في أعقاب الانتفاضة الشعبية الواسعة في مدن سورية عديدة ، و أعقبت ذلك سكتة قلبية ثم حالة احتضار إكلينيكي وكان سيموت هذا النظام تماما و حتما ، لو لا الإسعاف الإيراني ــ الروسي السريع و المتواصل ، ولكنه رغم ذلك لم يتمكن من إن يتعافى سريعا ليصبح قويا لافتقاره إلى قاعدة شعبية واسعة ومقبولية وطنية شاملة ، فبقي هشا ، هزيلا ، متضعضعا ، لينهار في أول رفسة قوية ومباغتة كركام من كرتون ..
ومما زاد الطين بلة إنه بقي متأرجحا بين محور المقاومة و محور المهادنة :
فعمليا كانت إسرائيل تقصف الأراضي السورية بشكل شبيه أسبوعي منتظم و عبر سنوات متتالية ، دون أن يتجرأ هذا ” النظام ” على الرد المماثل حتى بعد 7 اكتوبر من عملية طوفان الأقصى و ما تلت ذلك من عملية اندلاع الحرب بين إسرائيل و حزب الله ..
و ظل يتحمل الضربات الإسرائيلية ــ أسبوعيا ــ دون أن يقول احتجاجا ــ على الأقل ــ :
ــ آخ !… بصوت عال ــ كأضعف الإيمان ..
وفي الوقت نفسه لم ينضم إلى محور المهادنة و مجموعة اتفاق إبراهيم ـ الداعي إلى عملية التطبيع مع إسرائيل ..
على أساس نظام حزب البعث السوري حزب قومجي مقاوم لا يقبل ولا يرضى إلا بتحرير آخر شبر من الأراضي العربية المحتلة ..
بينما إسرائيل كانت ولا زالت تصول و تجول في مرتفعات الجولان كقوة محتلة لأراضِ واسعة .