نظام بشار الأسد امتداد للظلم والقمع الذي لا يرضاه الله

أ. د. سامي الموسوي

نظام بشار الأسد هو امتداد وراثي لنظام حافظ الأسد الذي بدأ في عام 1970 وتسلم بشار السلطة عند وفاة ابوه عام 2000. وقد حكم بنفس شعارات حزب البعث العراقي الا انه أي نظام حافظ اسد كان من الد أعداء صدام حسين. وقد لعب نظام حافظ اسد دورا خبيثا في استمرار الحرب الإيرانية العراقية لمدة ثمان سنوات وذلك بتحالفه مع إيران ضد العراق على كافة الأصعدة العسكرية واللوجستية والسياسية. وبدلا ان يكون حافظ اسد وسيطا يمكن ان يوقف الحرب بين البلدين لعب على استمرارها فكانت من أكثر الحروب دموية بعد الحرب العالمية الثانية كلفت البلدين ثمنا باهظا لا يوصف ولعبت دورا كبيرا فيما تلا ذلك من حروب. ولقد استمر التدخل الإيراني بشكل أكبر في سوريا بعد موت حافظ ومجيء ابنه فورث منه السلطة والحزب.

يُعتبر نظام بشار الأسد، الذي تولى السلطة في سوريا منذ عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، واحدًا من أكثر الأنظمة إثارة للجدل في العالم العربي. وقد واجه بشار الأسد تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة، بدءًا من الاحتجاجات الشعبية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية معقدة وشاملة. وبدلا من ان يستقيل ويسلم السلطة الى الشعب الثائر استخدم أخبث أنواع القمع والخوف والتسلط والاستعانة بالأجنبي وبذل لهذا الأجنبي لا يخفى.

بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، واجهت العراق فوضى عارمة وظهرت جماعات مسلحة متطرفة ومتعددة، كان من ضمنها تنظيم القاعدة. يُعتبر دور بشار الأسد ونظامه في تصدير الإرهاب إلى العراق من الأمور التي لاقت جدلًا وتحليلًا واسعًا بين الباحثين. فبعد الإطاحة بنظام صدام حسين من قبل الاحتلال الامريكي، سقطت السلطة المركزية في العراق، مما خلق فراغًا أمنيًا استغلته جماعات مسلحة لتنفيذ عملياتها وتجنيد الأعضاء. كانت هناك العديد من العوامل التي أدت إلى تفاقم العنف، منها تفكيك الجيش العراقي، وغياب حكم القانون، وتزايد الطائفية في المجتمع. وكان لبشار الأسد دورا رئيسيا في ذلك. فقد فتحت الحدود ورصدت التقارير الدولية والمحلية كيف استخدم مقاتلون وإرهابيون الحدود السورية كمعبر إلى العراق ولا تزال جراح وآثار التفجيرات الإرهابية ماثلة في الجسد العراقي. كانت هذه الحدود تمتد على طول 600 كم، مما سهل حركة المسلحين والبضائع والعتاد. وفي ظل الفوضى التي شهدتها العراق، فأن نظام الأسد قدّم دعمًا لعدة جماعات مسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة، التي كانت تسعى للتمركز في العراق وتوسيع نفوذها. فقد استخدم بشار الأسد التنظيمات المسلحة ليكون لها دور في زعزعة امن واستقرار العراق، ويمكن أن يُفسر هذا بأنه جزء من استراتيجيته الإقليمية لزيادة نفوذه وسلطة النظام في ظل تزايد الانفلات الأمني. ومرة أخرى يتعاون مع ملالي إيران ويزيد من روابطه وضد العراق المنكوب بالاحتلال الأمريكي البغيض ليمهد لاحتلال مركب من قبل إيران والجماعات الارهابية كذلك مما زاد من تعقيد الوضع الأمني بشكل خطير جدا تشهد عليه الموصل وباقي المحافظات. فكان لهذا التعاون بين بشار الأسد وملالي إيران أثر كبير على تصدير الفوضى والإرهاب إلى العراق.

أدى فرار المقاتلين، ومن بينهم العديد من السوريين، إلى أعمال عنف متزايدة في العراق، حيث تم تنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات واعتداءات على المدنيين كانت تطال الناس دون تفريق بين طفل او امرأة او شيخ او كاسب او ما الى ذلك. وكانت تشمل الأسواق والمناطق السكنية ومراقد سامراء التي اشعلت نار الطائفية ومهد لذلك وجود عناصر غير مؤهلة في هرم السلطة في العراق مثل المدعو إبراهيم الجعفري الباكستاني.

ساهم دور بشار الأسد في تصدير الإرهاب إلى العراق في تعميق الصراع الطائفي ليس في العراق فحسب بل في المنطقة، مما أدى إلى جهود دولية وإقليمية لمواجهة هذا التهديد.

مما تكثفت الانتقادات الدولية لنظام الأسد بسبب دوره في الأزمة العراقية، وتم توجيه الاتهامات بوجود علاقة بين النظام السوري والجماعات الإرهابية.

اذن، يمكن القول إن بشار الأسد لم يكن فقط متفرجًا على الفوضى التي اجتاحت العراق بعد 2003، بل لعب دورًا نشطًا في تعزيز التوترات وزيادة النفوذ الإرهابي في البلاد. وبالرغم من الأزمة المستمرة في سوريا، فإن تصدير الفوضى إلى العراق يعدّ جانبًا هامًا من جوانب الصراع الإقليمي الذي لا تزال تداعياته تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة حتى اليوم.

وبالنسبة لنظام عائلة الأسد فقد تأسس في سوريا بعد انقلاب عام 1963 الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي. تولى حافظ الأسد الحكم في عام 1970، وبرزت سوريا كقوة إقليمية تحت قيادته، محاطة بمسؤوليات سياسية وأمنية معقدة. بعد وفاة حافظ الأسد في عام 2000، تولى بشار الأسد الحكم، وقد جاء هذا الانتقال السياسي في سياق آمال إصلاحية ولكنها تبددت بعد استلامه السلطة وظهور نهجه الذي هو اشد من نهج ابيه خبثا.

اتسم حكم بشار بالاستبداد والمركزية. واستخدم النظام الأجهزة الأمنية لقمع أي معارضة، مما أدى إلى تكريس ثقافة الخوف في المجتمع السوري.

في عام 2011، اندلعت احتجاجات شعبية في عدة مدن سورية، مطالبة بالإصلاحات السياسية وإنهاء الفساد. رد النظام بالقتل والقمع، مما أدى إلى تفاقم الوضع وزيادة حدة الاحتجاجات. تحولت الاحتجاجات إلى حرب أهلية، حيث تدخلت عدة قوى إقليمية ودولية في النزاع.

يعتمد نظام الأسد بشكل أساسي على الأجهزة الأمنية والعسكرية لقمع أي شكل من أشكال المعارضة. وقد استطاع بشار الأسد أن يحافظ على وجوده في السلطة من خلال الدعم العسكري والاقتصادي من حلفاء مثل روسيا وملالي إيران، الذين لعبوا أدوارًا حاسمة في الصراع حتى صار بشار مجرد لعبة بأيديهم وهذا ما يظهر على لغة الجسد من ذل وعار عندما يلتقي معهم مثل لقاءاته مع الملالي وبوتن.

اعتمد نظام بشار على استراتيجية “فرق تسد” لتقسيم المعارضين، مما ساعده على تعزيز سلطته ولو مؤقتا وفي نفس الوقت تعاظم نقمة الشعب عليه.

ساهمت الأوضاع الإنسانية المتردية في البلاد، مع تزايد أعداد اللاجئين والفقر، في إشغال المجتمع الدولي عن التصدي للنظام بشكل فعّال.

أدى النزاع المستمر إلى تفكك المجتمع السوري، وتدفق ملايين اللاجئين، وتدهور الاقتصاد. كما ساهم النزاع في زيادة حدة التوترات بين القوى الإقليمية والدولية، مما جعل سوريا ساحة للصراع الجيوسياسي.

يظل نظام بشار الأسد رمزًا للاستبداد، حيث تمكن من البقاء في السلطة من خلال القمع، والفساد، والانقسام الداخلي. ومع ذلك، تظل التساؤلات حول مستقبل سوريا وآثار النزاع مستمرة، حيث يحتاج الشعب السوري إلى إعادة بناء وطنه.

قال تعالى:

وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا

وقال تعالى:

إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

وقال تعالى:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ …….. وَيَنْهَىٰ عَنِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”

وقال تعالى:

إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ”

أن القرآن يعارض الظلم والقمع ويدعو إلى العدل والرحمة بين الناس، مما يعني أنه يرفض أي نظام قمعي يسعى إلى اضطهاد الناس واستغلالهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here